IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 10/11/2023

عندما نزح الفلسطينيون وهجروا على أيدي عصابات الهاغانا الصهيونية قبل خمسة وسبعين عاما، فإنهم حملوا معهم قضية وطن توارثتها الاجيال. ومن ظل في الداخل رفع القضية حجرا ثم طور الحجر الى بندقية. والبنادق الى صواريخ نكل بهم عدوهم فوق الارض فنبعوا له من تحت الارض سرق المستوطنون بيوتهم فتحول الفلسطينيون الى مظليين ولو بعد حين.

والتاريخ يعيد نفسه, مع قوافل النازحين وهبوب رياح الشمال للاحتماء بلا أمان الجنوب الغزاوي.

وموسم الهجرة من الشمال لن يعني موت قضية برفعة فلسطين, فالساعات الخمس التي يقضيها النازحون مشيا على الاقدام نحو الجنوب تحمل وعودا من العاصفة خلف أجفان العيون الخائفة.

والنازحون من بقع الدماء يتشاركون الدمار والاستهداف مع كل ما يتصل بالشفاء. ووضعت اسرائيل معظم المستشفيات والمراكز الطبية تحت خط الابادة وقررت تصفية شرايين الحياة من مستشفى الرنتيسي الى مجمع الشفاء الطبي ومستشفى النصر للاطفال والاندونيسي والعودة ونحو مئة وعشرين مركزا طبيا وخروج ثمانية عشر مستشفى عن الخدمة.

وتقع كل هذه الاعمال العدوانية تحت غطاء الهدنة الانسانية التي اطاحت بها اسرائيل قبل ان تبدأ غير ان تقدم دبابات واليات العدو في الشمال الغزاوي لم يحقق هدفه بقصف وتهديد المسشفيات ووفق الارض، فان الجنود الاسرائيليين لا يخرجون من آلياتهم ويخشون مواجهات او عمليات قنص، وان حديثهم عن سيطرة على بضعة أنفاق ظل مجرد نفاق.

وبشهادة من اهل الاجرام الاسرائيلي القدامى، وعلى لسان رئيس حكومة العدو الاسبق إيهودا باراك الهارب ذات ايار من نار الجنوب اللبناني قبل اربعة وعشرين عاما “فإننا قد فشلنا أمام حماس”و ما حدث في السابع من أكتوبر لم يحصل مثله في كل حروبنا مع العرب.

ولكن كيف ستحول اسرائيل هذا الفشل نصرا مزعوما في صفقة التسويات وتبادل الاسرى؟

فمن على اعلى قمة يتزعمها الاحد عشر الف شهيد تستمر اللقاءات عبر الوسطاء من عرب واميركيين مع الجانب الاسرائيلي وقد استكملت دولة قطر مهمة في هذا الاطار والتقى اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة وبحثا في ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل الى هدنة وتبادل للأسرى. وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع محادثات وفد حركة حماس برئاسة اسماعيل هنية والدفع العربي الأفريقي باتجاه وقف اطلاق النار وحل الدولتين تتولاه قمم الرياض ولقاءاتها التمهيدية بين اليوم والغد.

وعلى الرغم من تصنيفها في اطار القمة الاقتصادية السعودية الافريقية فإن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان افتتحها بمواقف سياسية وادان ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري، واستهداف المدنيين، واستمرار انتهاكات اسرائيل للقانون الدولي والإنساني”.

ومع بدء توافد القادة العرب الى المملكة حيث افتتاح القمة غدا فقد صدر اعلان الرياض حاملا صيغة التشديد على ضرورة وقف الحرب في قطاع غزة ، مطالبا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته لتطبيق حل الدولتين .

وتحت هذا السقف ينتظر البيان الختامي لقمة العرب غدا والتي ستليها قمة المؤتمر الاسلامي مع بدء مساع لتوافق على توحيد الموقف.

وفي ظلال القمم, فإن الجنوب بدأ ليلة جديدة من العنف الاسرائيلي على القرى مسيرات تحتل الاجواء وتطارد المارة, غارات على اطراف القرى واحيانا في قلبها ووسطها.

في مقابل صواريخ للمقاومة اصاب بعضها اربعة جنود اسرائيليين بجروح خطرة كما اعلن منذ قليل الا ان التطور الأخطر كان سقوط قذيفة مدفعية من عيار 155 في باحة مستشفى ميس الجبل الحكومي من دون ان تنفجر.

وعلى هذا المشهد فإن اطلالة الامين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصرالله غدا قد تحمل ابعادا عسكرية مستجدة لاسيما وان مناسبة يوم الشهيد تتزامن وسقوط سبعة شهدء لحزب الله في سوريا بضربات اسرائيلية.