قالت اليمن للغزاويين اليوم “سنخوض البحر معكم” فضربت الأحمر في بحره ووضعت اليد على سفينة اسرائيلية.. فاحتجزتها مع طاقمها وأعلنت القوات الحوثية أن هذه خطوة عملية تثبت جدية القوات اليمنية المسلحة في خوض معركة البحر مهما بلغت أثمانها وأكلافها، متوعدة بأنها البداية وأن أي حرص على عدم اتساع الصراع يكون بوقف العدوان على غزة.
وما إن أصبحت السفينة غالاكسي ليدر بين يدي أنصار الله حتى خرج رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو متحصنا بشرعية الملاحة الدولية وقراراتها، والتي لم يحترم منها قرارا واحدا في تاريخ الكيان واعتبر مكتب نتانياهو أن حجز سفينة بالبحر الأحمر عمل إرهابي إيراني، وأدان هجوما على سفينة دولية ولفت الى أن حجز السفينة سيخلق تداعيات دولية تتعلق بأمن ممرات الملاحة العالمية وادعى أن السفينة مملوكة لشركة بريطانية وتشغلها شركة يابانية، وتحمل على متنها خمسة وعشرين فردا يحملون جنسيات مختلفة وكما لا يعترف نتنياهو بشرعية دولية وأنظمة أممية ويتخطى القرارات ويقتل الفلسطنيين تحت شرعية الإبادة الإسرائيلية، فإن أهل اليمن أكثر عندا من الزمن, فهم قرروا واستولوا واحتجزوا السفينة واقتادوها الى ميناء الصليف في الحديدة, وجلسوا ينتظرون التفاوض حولها تاركين للقيادة الإسرائيلية حال التوتر والاستنفار.
والأعصاب الاسرائيلية الموتورة تسببت بها أيضا تحقيقات استخباراتية داخلية تكشف أن طائرة حربية اسرائيلية قصفت يوم السابع من أكتوبر إسرائيليين قرب ريعيم بغلاف غزة وقضت على المشاركين في الحفل الموسيقي الشهير وبحسب هآرتس فإن اسرائيل اكلت بعضها وقتلت ناسها لكن كذبة اسرائيل في أعقاب الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى طافت على أصقاع الغرب وبدأت حملات التبني واتهام حماس بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وبأقل من شهر، ذابت الكذبة في شوارع الغرب وتحت أقدام المتظاهرين، وهي حركات احتجاج خرجت من قيود الأنظمة، وحركت مشاعر كل صاحب ضمير وبعد خمسة وأربعين نهارا أصبحت التظاهرات بالملايين حول العالم وصولا الى عشرات الالاف داخل إسرائيل لكنها لم تهز مشاعر نتنياهو لان مستقبله السياسي هو في إطالة عمر الحرب.
وعلى عمره الحربي، يقيس رئيس حكومة العدو جبهة الشمال مع لبنان ويجري مناورات بالتحرش العسكري فستهدفت قواته عمدا بعض المساحات المدنية التي لم تقربها من قبل وردا على ذلك صعدت المقاومة الاسلامية جنوبا وإستهدفت العديد من المواقع الإسرائيلية منها العباد والمطلة ومحيط ثكنة هونين ورميم وموقع المرج والعلام والمالكية وخلة وردة وغيرها في يوم واحد وامام شريط النار الممتد من غزة الى الجنوب فإن الادارة الاميركية لم تفرض إرادتها بعد تراقب الحرب وتمدها بالذخيرة .. لديها القدرة على وقفها الان لكن ليس لديها الرغبة في ذلك حاليا. وسواء من البيت الابيض او من البيوت الاسرائيلية السود فإن الجبهتين ينتظران مولودا من تحت الارض، ليكون هدية المجتمع الاسرائيلي بعد نكبة السابع من تشرين وآخر تجربة خاضها الجيش الاسرائيلي كانت باعلانه اليوم عن اكتشاف نفق بطول خمسة وخمسين مترا تحت مستشفى الشفاء, وبانتظار ان يتم تحليل هذا النفق فإن الرأي العام لم يعد يكترث للنفاق الاسرائيلي تحت المستشفيات.