IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 24/11/2023

“وقولو للحرية نحنا جينا … وافرحوا” فهذا اليوم الذي صنعه الشعب وسحب عدوه من أعلى حباله الثمانية والأربعين وقاده الى هدنة واتفاق .

خرج معتقلون فلسطينيون إلى وطن يكون حيث تكون الحرية وإلى التلال التي سيجها الأهل والأقارب على حدود الانتظار الثقيل طمعا بإلقاء النظرة الأولى على محيا العائدين الى الضوء من عتم الزنازين لاح أول القافلة فتعالت صيحات التهليل.

وبكاتم للصورة فرض حراس السجون تعتيما شعبيا وإعلاميا شاملا في محيط معقتل الدامون كي لا يرى العالم بالعين المجردة القبضات المرتفعة على شارات النصر.

وغلف الحراس بأمر من المتطرف بن غفير زجاج الحافلات باللون الأسود وهم يشاهدون مأتمهم منعوا الفرحة عن لحظة الإفراج كي لا تعاين العيون التواقة دروب فلسطين وهي تقطعها إلى مسقط الرأس وكي لا يشهد زيتون الحقول على نسخة جديدة من وفاء الأحرار تلك الصفقة التي حررت يحيا السنوار العقل المدبر للسابع من أكتوبر.

وعد السنوار دين وعهد الضيف الوفا فتحقق ما أراداه وخرجت الدفعة الأولى تتقدمها أسيرات محررات من إسراء جعابيص التي حفرت فلسطين على محياها جرحا للوطن إلى أصغر الأسيرات نفوذ حماد الطفلة التي اعتقلت من على مقاعد الدراسة واقتيدت وحقيبتها المدرسية على ظهرها إلى المعتقل لتتخرج من صفوف الأسر بشهادة امرأة مقاومة رصفت أنوثتها على جدران عتمة الزنزانة.

هن حرائر فلسطين الخارجات للتو الى هواء فلسطين وهن يدسن على قرارات بنيامين نتنياهو و مجلسه الحربي التي ابتدأت بالقضاء على حماس وتدمير غزة لتعيد الأسرى من غزو المستشفيات وتدميرها وانتهت بالخضوع لحماس ولغزة فوافقوا على الهدنة وعلى تبادل الأسرى وسلموا تسعة وثلاثين أسيرا وتسلموا ثلاثة عشر مستوطنا فيما قدمت كتائب القسام جائزة ترضية للحكومة التايلندية بعد توسطها لدى قطر فأفرجت عن عشرة من مواطنيها ومعهم مواطن من الفيليبين.

وعلى المسار المربع الايام دخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ عند سابعة البهاء على توقيت غزة واستعادت المدينة شمسها الذهب وسماءها الخالية من طائرات الموت على أنواعها فكان موسم العودة من الجنوب إلى الشمال على طريق صلاح الدين وعلى مرمى حجر من جنود الاحتلال فواجهت القناصة قوافل العائدين وهم يحفظون دروب القطاع وزواريبه عن ظهر حصار استعانوا بطرقات غزة الفرعية للوصول إلى ركام منازلهم…

وبالتزامن مع رحلة العودة فتح معبر رفح بواباته الموصدة على ثمانية وأربعين يوما من الحرب على غزة فدخلت إلى القطاع شاحنات المساعدات والوقود.

وفي أول أيام الهدنة تكشفت فظائع الاحتلال ووثقت عدسات الصحافيين جرائمه التي ارتكبها في المستشفيات فقبل انسحابه عمد، إلى تفجير مرافق مستشفى الشفاء ومولداته ومضخات الأوكسجين فيه وأجهزة الأشعة وأفرغ كل حقده على أجساد المصابين والمرضى في مستشفى الأندونيسي وتوج وحشيته بإطلاق كلابه لتنهش بالجروح، ومن تجرأ من الموجودين على المساعدة أعدم رميا بالرصاص.

أولياء المقاومة الفلسطينية عاهدوا غزة والضفة وكل فلسطين على المضي في القتال، وقالوا للعدو الذي يحرق المراحل بالحديث عن حكم غزة : كفوا عن الثرثرة .

ولكن الثرثرة في مجلس تل أبيب وجدت من يتصدى لها من داخل البيت الإسرائيلي…

وفي مقال له في هآرتس طالب الصحافي يوسي ليفي بالعمل على خلع نتنياهو قبل فوات الأوان.

وقال: لقد ضحى نتنياهو دائما بالمصالح الاستراتيجة لمستقبل أبنائنا من أجل مكاسبه الشخصية الآنية. إلا أن بنيامين نتنياهو ومذ توقيعه الإجباري على قرار الهدنة وقع ورقة موته السياسية وسيبحث من بين حطام هيبة جيشه على طوق نجاة ليثبت نبؤة إسحاق شامير الذي كان أول من شخص نتنياهو ووصفه ” بملاك التخريب”.