من فوق مواكب الحزن في غزة، عبرت الدمعة العربية لتستقر اربعين نهارا في دولة الكويت، وتنكس العلم بمرور الألم على رحيل اميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح . وبرقيات العالم انهمرت وطارت ناحية الكويت/ الدولة الصديقة لكل الناس، والتي تقيم على ارض من صفر العداء للبعيد والقريب، إلا اسرائيل .. الكيان الملعون على كل شفة ولسان . وازدحمت رسائل العزاء لتصطف فوق اجواء الكويت، حيث ازدانت العبارات بأسى الكلمات على غياب امير نشر حضارة المدن منذ ان تسلم هندسة اولى محافظاتها الى ان اصبح وزيرا لداخليتها فأميرا على شعبها . هي المدن التي تنهض برجالها، بأولوية تعزيز الامن وتطوير الاقتصاد ونزع حدود التوتر بين الدول، وذلك على خطى اسلاف من آل الصباح ..أشرقوا في منطقة عربية ملتهبة، فساهموا في بنيانها ومد جسورها . وبين الكويت وأرض بلادي .. يا طيبه من وداد , حيث يستحضر لبنان دولة الكويت فوق كل جسر، وعلى ارصفة القرى المعاد إعمارها، وعند ميناء بيروت وأهراءات قمحه التي تولت الكويت بناءها قبل خمسين عاما، ثم التزمت اعادة القمح الى صوامعه بعد انفجار بيروت المدمر.
وبوفاة اميرها اليوم، فقد اعلن لبنان الحداد الرسمي، ونكس الأعلام المرفوعة فوق مؤسساته الرسمية، اما الدولة الواقعة في حزنها لاربعين يوما فقد نادت بولي العهد الشيخ مشعل الأحمد أميرا للبلاد/ وهو مسار لا يترك فراغا في مقاليد السلطة على اعلى مؤسساتها/ بخلاف الوطن الذي يحيا بفراغ الرأس الاول , وهو اذ ملأ الشغور في القيادة العسكرية فإنه ملأ الدنيا وشغل الناس، ووزع بموجب التمديد حسابات النصر والخسارة/./ واسفرت هذه الحسابات عن تماسك اصوات حزب الله مع جبران باسيل /دعم بكركي لجوزيف عون / تحالف بري القوات المزمن المتين / والطرفان هزما جبران باسيل/ مع تعويض من بري لجبران قوامه “مجرور البترون
واعطت النتائج النهائية حقيقة ان عون هزم عون .. واستبق العماد الممددة خدمته هذه المسارات باجتماع عقده مع غريمه في الترشيح للرئاسة سليمان فرنجية/ واكدت معلومات الجديد ان هذه الدعوة جاءت مبادرة من قائد الجيش لتأكيد الا نية لديه باقامة اي خصومة مع رئيس تيار المردة على اي خلفية كانت/.
ويؤسس هذا اللقاء لسنة رئاسية جديدة كان من المقرر ان يدخل على خطها الطرف الفرنسي/ لكن طائرة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا اصابها عطل تقني فقررت تغيير مسار رحلتها لتبدأ من اسرائيل اولا ثم تزور لبنان يوم الاثنين المقبل/.اما الرئيس ايمانويل ماكرون فإن كل علاقته المتينة مع اسرائيل لم تخوله الطيران بالمروحية فوق جنوب لبنان، اذ إن التحليق ممنوع في فترة الحرب، وهو إن زار لبنان ولم يعرج على الكتيبة الفرنسية في الناقورة فسوف يتسبب بمس في الشعور القومي لدى جنوده /.وبمشاعر الجنود الاسرائيليين التي اصابها مس من الجنون، فإن القيادتين العسكرية والسياسية الاسرائيليتين سحبتا الى التفاوض مرة جديدة على تبادل الاسرى .
فإسرائيل التي قتلت ثلاثة من اسراها وتسببت بهزيمة جنودها في الشجاعية لاحقتها اصوات عائلات الرهائن التي لم تعد تثق بدولة تعرض جنودها واسراها للخطر /وتقامر على حياتهم /وقد تظاهر ذوو الرهائن ورددوا شعار “نريد صفقة الآن” مطالبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق بعد كارثة قتل الأسرى الثلاثة عن طريق الخطأ الاحمق .وقال المتظاهرون انهم خائفون على اسراهم من الجيش الاسرائيلي نفسه.ومع عودة الخط القطري الاسرائيلي التفاوضي اعلنت حماس معادلتها : لا اطلاق لسراح المحتجزين الا بوقف كامل لاطلاق النار في غزة.