بات على اللبنانيين ان يغلقوا ابواب السنة بضمير مرتاح مع استرجاع ودائعهم الوزارية وتوزيع الخسائر بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير دفاع حكومته موريس سليم>
فقد ازاح المواطنون عن كاهلهم رتل الهموم مع صفقة التبادل التي عقدت في السراي اليوم.
وتم بموجبها تقديم اعتذار شفهي من الوزير سليم الى رئيس الحكومة، لكن موريس سليم تلميذ نجيب في معاهد رئيس التيار جبران باسيل،
فهو وقف على خاطر الرئيس لكنه لم يتقيد بأية التزامات حكومية، ولم يعلن عودته الى طاولة مجلس الوزراء،
ولم يقدم حلا لأزمة الاركان، بل راح وجاء في تصريحه ليخلص الى اتهام الإعلام بطرح مقاربة مبتورة دائما وعدم التزام سليم بأي من هذه المندرجات يبقي على قواعد الاشتباك الوزارية قائمة، طالما أن وزير الدفاع يتحرك سياسيا بأمر اليوم السياسي الصادر عن رئيس التيار جبران باسيل وبغير امر سياسي، كانت حركة الوزير عصام شرف الدين على خط الترميم الوزاري، إذ رسمت دارة خلدة حدودها مع وزير المهجرين،
ونأت بنفسها عن أية مواقف تفتقد الى الدقة وصوابية التعاطي السياسي بحسب تعبير الحزب الديمقراطي،
ولكن الدهشة ضربت على خط الذاكرة القريبة عندما كان شرف الدين يفتك بمقام السراي وساكنه قبل ان يتولى اليوم منسقية التفاوض على تهدئة النفوس.
أما وقد صدقت الصلحة من دون صدورها في الجريدة الرسمية، فإن تعيينات الاركان والمجلس العسكري اصبحت في عهدة السنة الجديدة ومعها الملف الرئاسي، والمستجد الوحيد هو انفتاح ابداه رئيس حزب القوات سمير جعجع، الذي طابت له تجربة التمديد بشراكة مع الرئيس نبيه بري، فأبرق له برسالة على منصة اكس يعتبر فيها انه إذا أراد بري الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن طريق التوافق فنحن على أتم الاستعداد لذلك،
ولكن التوافق يكون على غرار ما حصل في التمديد…
وليس عبر طاولة حوار استعراضية واشارة معراب هذه، قد تفتح الابواب على حراك محلي مطلع العام المقبل يواكب اسطول الدول الذي سيرسو على الموانىء اللبنانية لاحقا،
فالتمديد لقائد الجيش فتح المزاد الرئاسي العلني، لكن فض العروض سيعلن في النصف الثاني من كانون الثاني المقبل وكل هذا المسار يمشي على جمر غزة ولهيب قرى الجنوب الذي توسع في الساعات الماضية من مركبا الى مارون الراس وكفركلا فتخوم جزين، ووصل الى اطلاق المقاتلات المعادية ثلاثة صواريخ في العمق الجنوبي في منطقة تقع بين بصليا وسنيا،
وتبعد أكثر من اربعة وعشرين كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية في مستعمرة المطلة واذ حولت المقاومة المستعمرات الى مناطق رعب، فإن مقاومة فلسطين استمرت على زخمها وقصفت مواقع وحشودا عسكرية صهيونية في محاور التقدم بمدينة غزة فيما بثت كتائب القسام مقطعا مصورا لثلاثة أسرى تقول إنهم قتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي، وقالت: “رغم حرصنا على حياتهم فإن نتنياهو لا يزال مصرا على قتلهم.