لَدَغَت إسرائيلُ إيرانَ في عَقربا/ ومن ريف دمشق اغتالتْ بغارةٍ جوية سيد راضي القائدَ الميدانيَّ من نُخبةِ الحرس الثوري/./ بالبريد القاتل ومن الصندوق السوري أرادت تل أبيب توجيهَ رسالةٍ إلى طهران/ على مَسافةِ أيامٍ من إحياء الذكرى الرابعةِ لاغتيال اللواء قاسم سليماني/ وللمناسبة ضَرَبَ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله موعِداً لإطلالتِه الأربعاء في الثالثِ من الشهرِ المقبل/./ والرسالةُ الإسرائيلية على متن غارةٍ تأتي في وقتٍ لم تُنكِرْ فيه إيران دعمَها لحركاتِ المقاومة لكنها أكدت أنها لا تُملِي عليها قراراتِها/ والرسالةُ الإسرائيليةُ حمَّالةُ أوجُهٍ في ظِل الظروفِ المحيطة بالحرب على قطاع غزة/ بعدما فشلتْ في فكِّ ارتباطِ وَحدةِ الساحات ولم تستطع لَيَّ أذرعِ المقاومةِ في كلِّ الجبَهات/ من بابِ المندَب الذي خَنق إسرائيل بسيطرة الحوثيين على ممرات الملاحة في البحر الأحمر وارتفاعِ الأصواتِ الإسرائيليةِ اليومَ محذِّرةً من فِقدانِ الموادِّ الغذائيةِ بحسَبِ الإعلامِ العبري/ مروراً بالبحرِ الأبيض المتوسط وتوجيهِ المقاومةِ العراقية دَفَّةَ الاستهدافِ نحو كاريش/ وصولاً إلى إصبعِ الجليل والمِخرزِ الذي غرزته المقاومةُ الإسلامية في عيون العدو بالحرب الفعلية الدائرة على الجبهة الشمالية وإن تحت مُسمَّى الإشغال والإسناد/./ لم يجرؤ بنيامين نتنياهو على خوض الحرب من الندِّ للندِّ في غزةَ ولا في تحقيقِ سقفِ أهدافه إلا على أجساد عشرات الآلاف من المدنيين/ وفي إحصاءٍ لليلةِ الميلاد سُجل استشهادُ مئتينِ وخمسين جُلُّهُم في أكبرِ مجزرةٍ ارتكبها جنودُ الاحتلال في مخيم المغازي/ وربطاً لم ينجح نتنياهو في استدراج العروض لضرب إيران/ فحليفُه جو بايدن ينازع للبقاء في البيت الأبيض بعد الهبوط الحر لشعبيته في الشارع ومعارضةِ موظفي إدارتِه للحرب بانتظار التحصيلِ الحاصل والسقوطِ في صندوقة الانتخاب/وإذ يداري بايدن حليفَه نتنياهو/ ويهاجمُ إيرانَ بالكلام ويقول قد تكون إيران تساعد الحوثيين/ فإن الخارجيةَ الإيرانية رأت أنَّ الاتهاماتِ الأميركيةَ الموجهةَ على متن البحر الأحمر لا قيمةَ لها ويتمُّ طرحُها لأهدافٍ سياسية/./ ومن الكلام إلى الأفعال حيث لا يزال الرئيسُ الأميركي يرفض وقفَ إطلاق النار/ ويَدخل شريكاً مضارِباً لنتنياهو في إطالة أمَدِ الحرب / وبحسَبِ يديعوت أحرونوت فإن واشنطن أرسلت منذ بَدء الحرب على قطاع غزة مئتينِ وثلاثين طائرةَ شحنٍ عسكريةً وثلاثين سفينةً وكلُّها محملةٌ بالعَتاد والسلاح والذخائرِ إلى إسرائيل/./وعلى أفظعِ مجازرِ القرن/مالَ قلبُ البابا فرنسيس نحو بيتَ لحم/ ومتأسفاً قال في قُداس الميلاد إن رسالةَ السلامِ التي نشرها المسيحُ تضيع تحت وطأةِ منطقِ الحرب الخاسر في الأرضِ نفسِها التي وُلد فيها/ وأدانَ الوضعَ الإنسانيَّ اليائس للفلسطينيين في غزة ودعا لوقف العمليات العسكرية/ ولم ينس بابا الفاتيكان لبنان/ فصلّى لأجل الاستقرار العاجل فيه/./
وهو استقرارٌ لم يلمُسِ البطريركُ الراعي بوادرَه/ واختصره في عظة الميلاد / بقوله : انتظَرنا من النواب عيديةَ الميلاد ولكنْ “ما في عيدية” لأنّ “لا أحدَ يستطيعُ أن يعطيَ ما لا يملك/./وفي مُحصِّلةِ اليومِ الثمانين للحرب/ فَشلُ الوَساطةِ المصرية على خط تل أبيب – حماس/ فالحركةُ ومعها باقي الفصائلِ المقاوِمةِ الثابتة في المَيدان/ ركزت قاعدةَ مطالبَ من عشرِ نِقاطٍ غيرِ قابلةٍ للنقضِ أو المساومةِ وأبرزُها/ وقفٌ دائم لإطلاق النار/ وانسحابُ إسرائيل إلى ما قبلَ خطِّ السادسِ من أكتوبر وفكُّ الحصارِ وتبييضُ السجون/ وصولاً إلى إقامةِ دولةِ فلسطينَ العربيةِ الحرة/./ المفاوضاتُ تراجعت إلى الوراء/ ليتقدمَ الحدثُ على الأرض السورية/ وما أقدمتْ عليه إسرائيلُ من توجيهِ الضربةِ لإيرانَ باغتيالِ القائدِ العسكري فتحَ بابَ التحليلِ على مِصراعَيْه/ وكتبتْ صحيفة جيروزاليم بوست أن إسرائيل تتوقعُ الردَّ من الجبهةِ الشمالية في حين توعَّدت إيرانُ بالردِّ فقط لا غير/./ ونتنياهو الغارِقُ في مستنقعِ غزة/ قبلَ أنْ يُقْدِمَ على أيِّ حماقةٍ جديدة/ فَلْيُنْصِتْ إلى أهالي الأسرى لدى المقاومةِ الفلسطينية وقد اعترضوا كلمتَه أمام الكنيست وهو يَعِدُ بطُول الحرب/ وقاطعوهُ صارخين : الآنَ الآنَ وليس غداً .