Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاربعاء في 27/12/2023

صاهرت بنت جبيل.. عيناثا بالحناء والدماء فزفت عريسيها على موكب تشييع ورفعت شهداءها الثلاثة على مقام الصوت إلى المثوى الأخير وفي الطريق إلى غربة لم تكتمل فرحتها وقعت المأساة “وصف الهوى ” الذي تتشاركه بلدتان اعلن تنكيس الهواء حزنا على شهداء دفنت اسرائيل شبابهما تحت التراب.

وفي غارة بسواد ليل استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قلب بنت جبيل فأصابت به مقتلا باستهداف منزل لعائلة من آل بزي وحولته برمشة عين إلى كومة من ركام قضى تحتها إضافة إلى الزوجة شروق حمود، الشقيقان ابراهيم وعلي الذي نعاه حزب الله شهيدا على طريق القدس.

على امتداد الجبهة الشمالية المشتعلة منذ ثلاثة أشهر كانت بنت جبيل تتقاسم حزن القرى المحيطة بها وخوفها إلى أن تلقت ضربة هي الأولى منذ عدوان تموز عام ألفين وستة وبمفعول رجعي عن أعوام الهزيمة التي مرغت سمعة الجيش الإسرائيلي ونخبته حين استمات لرفع علمه ولو على سارية عمود ليحتفي بنصر من وهم .

وبقصف العدو الإسرائيلي في عمقها إنما أراد أن يكسر الرمز الذي مثلته المدينة بكسر هيبته ذات تحرير ووصم جيشه بأنه أوهن من بيت العنكبوت .

وفي موكب التشييع وفي منطقة تحت مرمى الخطر سار نواب من المنطقة واكد النائب حسن فضل الله اننا امام الجريمة التي لا يمكن لها أن تهتز لها ركاب بنت جبيل وقرانا، وصحيح أننا نقيم عرسا بالدموع والدم والحزن، ولكننا أيضا نقيم عرسا في الافتخار والإصرار على مواصلة هذا الدرب.
وفي رد على جريمة بنت جبيل لف حزب الله مستوطنات الجليل بحزام من نار ليشهد الشمال الفلسطيني المحتل أعنف يوم بإطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات الانقضاضية على أهداف إسرائيلية.

وإسرائيل التي تتفوق على نفسها بأساليب القتل كررت سيناريو لبنان في غزة وتوعدت أكثر من مرة باجتياح القطاع بفرقة موسيقية.

ولكن المقاومة الفلسطينية هي من قادت الأوركسترا بعزف منفرد وضبطت المعركة على إيقاعها منذ طوفان الأقصى تخطيطا وتنفيذا في الزمان والمكان المناسبين واستدرجت العدو إلى حتفها بقوة إسناد من ضفة فلسطين الغربية وكتائب جنينها وسرايا قدسها التي قدمت نحو ثلاثمئة شهيد منذ الحرب على غزة وآلاف الأسرى…

وفي مقابل جرائم الإبادة اضد أهالي القطاع فإنها استولت على عدد من جثامين الشهداء وسط معلومات عن قيام جيش الاحتلال بسرقة أعضائهم.
وفي موازاة الصرخة الأممية التي تحذر العالم من إبادة غزة وتجعله شريكا فيها فإن الراعي الرسمي والمقرر الفعلي للحرب أعطى ضوءا أخضر جديدا لاستمرارها وخلال لقاء جمع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في واشنطن قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن الاجتماع تمحور حول الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب لزيادة التركيز على أهداف حماس ذات القيمة العالية. في حين تراجعت فرنسا خطوة إلى الوراء وعبرت عن قلقها من التصريحات الإسرائيلية بشأن تعميق العملية العسكرية في جنوب قطاع غزة…

وأما تداعياتها فكانت مدار بحث في الاجتماع الذي ضم الرئيس المصري والعاهل الأردني في القاهرة وخرج بموقف موحد برفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين خارج أراضيهم في غزة والضفة أو نزوحهم داخليا.