هي مجزرة الأمعاء الخاوية استدرجهم الجوع إلى فخها فمضوا بلا رمق أخير شهداء ومصابون تخطوا الألف على عداد الموت اليومي.
عند دوار النابلسي وفي شارع الرشيد في غزة كان التهافت على تحصيل كفاف يومهم فحصدتهم مدفعية الاحتلال وقناصته حصدا وغمست الطحين بالدم…
ومن لم يمت بآلة الحرب فبسلاح الموت جوعا.
المجتمع الدولي بحقوق الإنسانية المزيفة أبدى فزعه والقلق معطوفا على التحذير انتاب منظمات الصحة والأغذية.
وما خلا عبارات التنديد التي لا تسمن ولا تغني من جوع فإن زعماء العالم العربي والإسلامي والغربي لم يغادروا مقاعد المتفرجين.
على جحيم غزة وعلى الدماء التي اختلطت “بالإعانات” قال وزير ما يسمى بالأمن القومي إيتمار بن غفير: إن نقل المساعدات إلى غزة يضر بجنودنا وهو بمثابة الأوكسجين لحماس, فيما مفوض وكالة الأونروا “مكفوفة اليد” رأى إن حصيلة القتل في القطاع وصلت في يوم واحد إلى رقم غير مسبوق والقتلى كانوا يحاولون بيأس الحصول على مساعدات إنسانية منقذة للحياة.
أما البيت الأبيض وعلى قاعدة “قتل القتيل ومشى بجنازتو” فصرح بأن القصف المتعلق بالمساعدات الغذائية حادث خطر.
وعلى حمام الدم الغزي انطلقت المراهنات على صفقة لوقف إطلاق النار قد تظهر بوادرها الإثنين المقبل بحسب الرئيس الأميركي جو بايدن لكن كلام ” الآيس كريم ” ذاب مع الثلج الملون، اذ اعلن بادين ان وقف اطلاق النار ربما سوف يستغرق وقتا أطول قليلا.
واللعب على الموقف ونقيضه انسحب تهويلا باستمرار الحرب على الحدود الشمالية مع لبنان بحسب ما نقلت محطة سي أن أن عن مسؤولين في الإدارة والاستخبارات الأميركية من أنهم متخوفون من احتمال إقدام إسرائيلعلى توغل بري في جنوب لبنان أواخر الربيع أو مطلع الصيف المقبلين في حال فشل جهود ما سموه إبعاد “حزب الله” عن الحدود.
وفي قراءة الطالع اللبناني في الكف الغزي توقع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إعلان “تفاهم رمضان” مطلع الأسبوع وقال إن وقف القتال المنتظر سيطلق محادثات غير مباشرة لإنهاء القتال على طول الحدود الجنوبية للبنان،
وكشف عن أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يرتب لزيارات قريبة إلى لبنان وأعتقد أنه سيكثف من زياراته وإذ رفض ميقاتي التحدث باسم حزب الله بشأن وقف إطلاق النار…
أضاف لرويترز إنه يتحدث باسم لبنان ونحن مستعدون لتنفيذ القرار 1701 بالكامل غير ان الجيش لم يستطع القيام بدوره كاملا بسبب الموارد الضئيلة فهو بحاجة الى دعم يبدأ من المحروقات الى الآليات ووسائل النقل الى الثكنات والاسلحة وكل شيء .
وتوقع ميقاتي ان يتعاون الحزب في الترسيم البري كما البحري . لكن يد حزب الله حاليا مشغولة بالزناد وإعداد العدة المناسبة لأي مغامرة إسرائيلية وفي الوقت عينه وضع الاستحقاقات الداخلية تحت مرمى النظر وأبدى من خلال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله تجاوبا مع أي مبادرة إيجابية لمصلحة البلد ومن خربة سلم .. حيث كان الخراب الاسرائيلي ظاهرا للعيان،
تحدث فضل الله عن مراحل السلم الرئاسي وقال : نحن مع الحوار الداخلي غير المقيد بأي شروط مسبقة او وضع فيتوات او فرض خيارات واي مبادرة ستعرض علينا في هذا المجال ، سندرسها بروح ايجابية، ويقود هذا الاستعداد الى جولات الاعتدال و ارواحها الايجابية فإما ان تخترق جدار الرئاسة او ان تسلم الروح.