بآمال من كل الاطراف هذ المرة، تنطلق في الدوحة الأحد جولة تفاوض آخر النفس .. وتحيطها سياسة ” عض الأصابع ” من جهات أربع اميركية اسرائيلية ايرانية وحمساوية، أما الجهة الخامسة الأكثر إيلاما فتلك المرابضة في البحر الاحمر، والتي طوقت حركة السفن وقطعت رأسها الذي لم يعد صالحا للإبحار. وهندس الحوثيون الحركة الملاحية النارية في اجتماع وصف بالنادر مع كبار القادة من حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضمهم وحركة أنصار الله اليمنية . وبحسب فرانس برس فإن الاجتماع ناقش تكاملية دور أنصار الله مع الفصائل الفلسطينية اذا ما أقدمت اسرائيل على اجتياح رفح . واذ يشكل اليمن القوة المقررة في الصراع والجناح الصاروخي الأفعل، فإن اسرائيل واميركا تسيران من تحت الماء خط التفاوض مع ايران لضبط التوتر في البحر الاحمر، فيما تبحر سفينة التفاوض الرئيسي الى الدوحة غدا مع تفعيل نظامها وتوسيع صلاحيات الوفد الاسرائيلي المفاوض بقيادة رئيس الموساد دافيد برنياع . ويتطلع كل طرف الى صفقة يبرمها اتفاق الدوحة المعقود على قوة دفع اميركية غير مسبوقة، والتي تعارض في المقابل اجتياح اسرائيل لرفح من دون تحييد المدنيين والابحار الاميركي بعكس رياح اسرائيل كان قائده زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب تشاك شومر، الذي كان يفاخر بأن اسمه عبريا هو حارس الشعب المختار.
ومع انقلاب رجل الصهيونية الأول على نتيناهو، اعتبر القنصل الاسرائيلي العام في نيويورك سابقا ألون بنكاس، أن خسارة اسرائيل لتشاك شومر تعادل خسارة اميركا. لكن نتنياهو يعمل ليومه الدموي كأنه يحيا غدا، مستثمرا في صمت العالم الدولي والعربي على افظع مجازر العصر ولا يترك رئيس حكومة اسرائيل فرصة للقضاء على المدنيين إلا ويقوم بها حتى ولو كان ثمنها المجاعة التي استبدت بغزة او ضرب عين الماء الوحيدة التي تزود سكان القطاع بالمياه. ثلاث عشرة مجزرة في الساعات الماضية توزعت أشلاؤها وجرحاها على مشاف مريضة، أما الأهداف فبينها عائلة الطباطيبي التي استشهد منها ستة وثلاثون شخصا معظمهم نساء وأطفال في قصف استهدف منزلهم غرب المخيم الجديد بالنصيرات وسط القطاع واسرائيل التي لم تكشف حتى اليوم ما اذا كانت قد اغتالت فعلا القيادي الرقم ثلاثة في حماس مروان عيسى، نسفت على سبيل الاحتياط منازل مدنية مأهولة في النصيرات، وحققت أهدافها في قتل زوجين انتظرا مولودا خمسة عشر عاما، ولما رزقا به خلال الحرب .. تمددت الأجساد الثلاثة في مشرحة واحدة داخل مستشفى شهداء الاقصى. وتتكدس هذه المشاهد على مرأى من العالم المتحنط إنسانيا، ما يمنح نتنياهو تصلبا إضافيا وتوغلا في ارتكاب المزيد، لأن احدا على كوكب الحياة لن يأمره بالتوقف. ومسار الدم هذا لا بد ان يبدأ بالانحسار مع تفاعل جملة عوامل يتقدمها تخثر الدماء في عرق الجيش الاسرائيلي المنهك .. وارتفاع امواج البحر الاحمر .. وهز العصا الاميركية على اجتياح رفح . ومن تكسر نصاله في الداخل لن يكون في عافية ليفتح حربا خارج الحدود ولاسيما في الجبهة مع لبنان، اذ صرحت الخارجية الاسرائيلية اليوم وبلسان مسؤول عربي: ” لقد أعلنا أكثر من مرة، أننا لا نريد أن نوسع دائرة الحرب و مطلبنا الوحيد هو تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 وهي الرغبة التي ابداها لبنان الرسمي في رده بالامس على الرسالة الفرنسية، لكنه وضع الكرة في ملعب اسرائيل التي لم تلتزم يوما بتطبيق اي قرار دولي . ومواويل هذا القرار سوف تظل تسمع من الساحل والوادي الى جنوب النهر، لأن مفاعيله مرتبطة بوقف الحرب . وكذلك مفاعيل القرار الرئاسي الذي علق على شجرة خماسية سوف تزهر غصونها في الربيع ويتمدد نشاطها من فصل الى آخر . وفي الاثناء , يحرك الاعتدال , ويحرحر سمير جعجع , ويتسيد نبيه بري الحوار الموهوم , ويستثمر جبران باسيل في لم الشمل و” لم المصاري ” المحلية تمويلا للتيار , وهو رمى على بكركي بالامس حمل جمع القيادات لرفع الصوت في مواجهة ما اسماه عملية الاقصاء المتعمد التي يتعرض لها المكون المسيحي ومن لا يلبي الدعوة يتحمل المسؤولية وتنكشف كذبة شعاراته . وربما بات على البطريرك الراعي ان يعدل في عظة الغد ويلبي ارشادات جبران باسيل لأنه لو فعل ستكون عظة الفصح المجيد بعد اسابيع مخصصة لكشف اكاذيب جبران باسيل وشعاراته في حماية المسيحيين وتطفيش المسلمين .