تعذر سوق الأقطاب المسيحيين مخفورين الى بكركي للإفراج عن العقدة الرئاسية, فحضرت ملائكتهم الى الصرح لبحث قضايا سيادية . فانعقد اجتماع على مستوى سفراء الاحزاب والمكونات السياسية المسيحية برعاية البطريرك الراعي،
وكان السلاح زينة الرجال والبحث السيادي , حيث اندفعت المواقف قبيل اللقاء لثبيت الهوية العسكرية وحصر السلاح بيد الدولة، وهو الامر الذي سيطلق الرصاص على أي مجمع يحول نقاشاته الى ثكنة من المضادات السياسية. ومع تغيير الاولويات في هذا اللقاء وغياب بعض المكونات، فإن حراكه سوف يبقى في اطار الوجدانيات المسيحية والتحذير من المعاصي الحكومية في ضرب بيوت المسيحيين الادارية ومواقع الدولة.
واما في الرئاسة فتحدثت المعلومات عن وثيقة ستطالب بعقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية وفق الدستور وبعيدا من أي اعراف مستجدة كطاولة الحوار .وفي حارة حريك كانت كتلة الوفاء للمقاومة تعد صياغة تصلح لجميع الاحتمالات الرئاسية فتؤكد عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني و تطبيق الدستور، وثمنت الجهود المبذولة لاختيار رئيس سيادي للبلاد ووضعت الكتلة مواصفات لهذا الرئيس بينها اضطلاعه بمسؤولية مواجهة التحديات وحماية مصالح الوطن وأبنائه وإلتزام المواقف الوطنية المتبناة من اللبنانيين الثابتين على التمسك بها مهما ساءت الظروف وقست الضغوط.وسواء مسيحيا او ثنائيا شيعيا ، فإن المواقف هذه لا تطعم خبزا رئاسيا، وليست معدة لتعبئة شغور عمره عام ونصف عام ، ومثلها ايضا حراك الاعتدال والخماسية التي أزهرت وحصلت على إجازة شم النسيم. وبالمواقف وحدها لا يحيا لبنان .. حيث رئيسه يوضع حاليا قيد الاقامة الحربية.. وقد يتحرك ملفه ” على حين غزة” .
وحتى ذلك الحين ينفض اللبنانيون عنهم قضايا للقتال الوهمي كالنزاع على تعويضات الدولة لمتضرري الحرب في الجنوب، ليتبين ان ما نشب من حروب سياسية كان على النيات .
فالحكومة لم تضع آلية للدفع ولم تجر مسحا للاضرار ولم تقر الاحرف الاولى للخطة…
والاهم من كل ذلك ان الاموال غير متوفرة, واذ يشتكي ” وينعي ” مسؤولون من التيار الوطني الحر دفع تعويضات للجنوب واهمال تعويضات مرفأ بيروت, فان بيانا لقيادة الجيش يؤكد ان الحكومة دفعت 100 مليون دولار عبر مرسوم وقعه الرئيس السابق ميشال عون وتولى الجيش اللبناني والهئية العليا للاغاثة توزيع التعويضات لذوي شهداء المرفأ.
ولكن الناشطين من الغيارى على التعويضات مستعدون لاضطرام النيران في اي قضية حتى ولو كانت على حساب المتضررين سواء في الجنوب او من ذوي ضحايا مرفأ بيروت، والذين لا تعوضهم اموال الدنيا عن خسارات احبائهم . والمزايدون في التعويض يرفعون اصواتهم اعتراضا على قضايا وطنية من حروب وانفجارات، واجب على الدولة التعويض عنها لكنهم لا يكاشفون اللبنانيين عن ملفات هدر وفساد في وزارات تسلموا دفتها، وفي مقدمها الطاقة ومتفرعاتها من السدود . يلاحقون الشهداء على جنتهم .. ويتغاضون عن سد جنة الذي كلف وحده الدولة 220 مليون دولار،
وانتهى الامر به منزوع المياه فيما عشرون مليونا ضاعت في قطوعات الحساب .
وبعيدا نحو الحسابات الاقليمية والدولية على ابادة غزة.. اجتماع سداسي في القاهرة بحضور وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن
واستئناف المفاوضات غدا في قطر على صفقة التبادل ولكن غزة ستنتظر حلولا طويلة الامد يحذر معها المسؤولون الدوليون من المجاعة.. فيما المجاعة قد وقعت فعلا .