موت المستشفيات تدمير وكالة الاونروا اغتيال الصحافة لعب بنيران دبلوماسية مع ايران استدراج المنطقة الى الحرب الشاملة .. ثم طهو المطبخ العالمي للاغاثة وحرقه على نار غزة العالية.
هي وقائع جرت بالمشهد المباشر لكن الولايات المتحدة لن تصدق على اي منها بانتظار التحقيق ولاسيما حيال استهداف اسرائيل سبعة عمال من منظمة وورلد سنترال كيتشن الذين شاركوا في عمليات الإغاثة منذ السابع من اوكتوبر وقد طالب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن بتحقيق “سريع ومحايد” في حادثة استهداف المنظمة الانسانية علما بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعطاه النتيجة الفورية واعترف بمسؤولية جيشه عن الحادثة.
وبرر هذا الإستهداف قائلا: قواتنا أصابت عن غير عمد أشخاصا أبرياء في غزة كان نتنياهو سريعا وغير محايد واعترف بابادة طواقم اغاثة عالمية قبل استهدافه لوائح الطعام وفي طريق عودتها الى رفح ولدى وصولها الى دير البلح أطلقت مسيرة اسرائيلية اربعة صواريخ على السيارات الدولية المصفحة فقتلت بولنديا واستراليا وبريطانيا وكنديا وأميركيا ومترجما فلسطينيا وآخرين لم يتم التعرف على جثثهم.
هي حادثة لا يمكن ان تكون عن طريق الخطأ لكون الطاقم الانساني يعمل في غزة منذ بداية الحرب ، ويرفع على سطح مركباته شعار المؤسسة العالمية . وإذ اختبأت اسرائيل خلف هذه الجريمة من دون تقديم اعتذار للدول المعنية وبينها اميركا نفسها، فإنها في جريمة ضرب قنصلية ايران في دمشق فاخرت بما أنجزت، واعتبرت ان القنصلية ليست مقرا دبلوماسيا بل كان لإدارة الحرس الثوري من العاصمة السورية.
ورفعت روسيا هذا الاعتداء الى مجلس الامن طلبا لإدانة استهداف مقار دبلوماسية، وستكون الانظار على الايادي الاميركية وما اذا كانت سترفعها بالفيتو لمنع الادانة عن اسرائيل وهي اذا كانت لا تزال تحقق بملابسات مطبخ الاغاثة، فإن الحقائق في القنصلية الايرانية ظهرت نتائجها منذ اللحظة الاولى للاستهداف وإحدى النتائج أن اسرائيل ضربت القنصلية، وأرادت من خلال سيلان الدماء الدبلوماسية فك قواعد الاشتباك القائمة بين اميركا وايران وتعطيل اي تقارب كان يعمل عليه سابقا وسيتسمر في المستقبل.
لكن طهران لم تكسر جسر العبور، وإن وجهت الاتهام الى واشنطن بالمسؤولية عن العملية سواء كانت على علم بها او لم تكن تعلم. ولم تلح في الآفاق الاقليمية الدولية نذور حرب شاملة اذ يعتقد بحسب قراءة الموقف الايراني أن طهران ليست على خريطة الاستدراج او تحويل نيران القنصلية الى حرب عالمية . وسيتم اختبار موقفها من خلال قرارات مجلس الامن ومدى استعداد الدول الخمس الدائمة العضوية لتبني الادانة التي قد تسحب عصب التوتر من المنطقة.