Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”الجديد” المسائية ليوم الاحد في 24/03/2019

من لا يملك سيعطي لمن لا يستحق. والجولان الأرض السورية العربية المحتلة، المحروسة بقرارين للأمم المتحدة عام 1981 يؤكدان عروبتها. هي الأرض نفسها التي سيوقع دونالد ترامب على إسرائيليتها، هكذا تباع الهضاب والعواصم والدول، في قرار قد يتخذه رئيس أميركي بتغريدة، ويقفز فيها على قرارات دولية سبق وأن ثبتت الحق لأصحابه.

لكن إسرائيل عندما تلتقي مصالحها مع أميركا فإن الطرفين “يبلان القرارات الأممية ويشربان ميتها”، وما يجعل ترامب مستعجلا على ضم الجولان إلى السيطرة الاسرائيلية هو غياب الأصوات العربية المعترضة، والتي لم تتفق إلى اليوم على عودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية على عتبات قمة تونس آخر الشهر الجاري.

بدا الرئيس الأميركي مرتاحا لأن الخصم مفقود، وثلاثية عربية اجتمعت اليوم في القاهرة على مستوى القمة من دون أن توجه تحذيرا يخص قضم الأرض العربية.

مقدمة نشرة أخبار الـ”الجديد” المسائية ليوم الاحد في 24/03/2019

صمت الرجال العرب. وكان الناطق بالحق العربي: امرأة لبنانية من شمال لبنان تدعى ستريدا طوق جعجع، نائبة في البرلمان اللبناني، سطرت موقفا في بيان لم نلحظه في لسان حال العرب. وهي إذ اجتمعت والدكتور سمير جعجع مع وزير خارجية أميركا مارك بومبيو في عوكر، قالت في بيان أعقب اللقاء إن الموقف الصادر عن الرئيس الأميركي هو قضاء على أي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة، لأن أي سلام يستوجب أولا انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة. ورأت أن هذا الموقف يتعارض بشكل صارخ مع القرارات الدولية التي رفضت ضم الجولان إلى إسرائيل واعتبرته باطلا ولاغيا. وقالت جعجع إن منطقة الشرق الأوسط لن تستقر من دون إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، وأول خطوة على هذا الطريق هي في إعادة الأراضي العربية المحتلة إلى أصحابها وخصوصا في فلسطين المحتلة.

كلام لسيدة معراب يرقى إلى مستوى قمة تونس، التي لن يعرف محلها من الإعراب ما لم تتجه إلى قرارات تندرج تحت الفصل السابع مع استخدام الفيتو ضد أميركا وإسرائيل معا، لا سيما أن العدو لا ينفك عن تلقين العرب دروسا، وهو دخل مدارس فلسطين في أكثر المشاهد ضربا للإنسانية وحقوق الطفل، وفي الساعات الماضية أقدم العدو على اقتحام مدرسة في الضفة واقتاد منها طفلا بعمر السنوات السبع، بتهمة أنه شقيق الشهيد عمر أبو ليلى.

وهذه الحال، أصبح العرب أمام مشهد لا نزاع عليه: أراض عربية تقضم من تحت أقدامهم، وحشية إسرائيلية في الداخل الفلسطيني، قدس صارت مهودة، ومارك بومبيو يعلن بالفم الملآن وبكل ايمان أن “الرب أرسل ترامب إلى الأرض لحماية إسرائيل”، وبموجبه فإن العرب الذين أصابهم رهاب المرشد العام الإيراني، أصبحوا اليوم أمام حكم المرشد العام الأميركاني، وعملية الإرشاد قد تقود الرئيس الأخرق إلى هدايا أخرى لإسرائيل من “كيس العرب” وأرضهم، وربما بينها مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا والغجر، البقعة المطلة جغرافيا على الجولان.

وفي ملفات الداخل اللبناني، فإنها مطلة على عتمة في التيار الكهربائي. فمؤسسة كهرباء لبنان أصبحت على وقع “كتبنا وما كتبنا ولهلق ما جاوبنا”، وتأخير الاعتمادات سيؤدي إلى زيادة ساعات التقنين بحلول الأسبوع المقبل. أما في خطة الكهرباء الشاملة، فالرياح تجري بما تشتهي السفن، وذلك على توقيت ساعة رجل غامض، يدير لبنان من دون أن يكون له مكتب واحد، خواجة في الغياب، باشا في الحضور على مستوى التعهدات والتلزيمات.