Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/02/27

هي عظة آخر الدواء في وجه من رهن الدولة وراح يفاوض على ثلثها. وفي خطاب تأكيد الحياد، “لم يكن مطلب المؤتمر الدولي الخاص بلبنان، إلا لأن كل الحلول الأخرى وصلت إلى حائط مسدود، ولم نتمكن فيما بيننا من الاتفاق على مصير وطننا”.

جملة هز من خلالها البطريرك الراعي العصا للمعرقلين واختصرها بمخاطبة السياسيين قائلا: “إنكم لم تملكوا جرأة الجلوس على طاولة واحدة وتتحاوروا في شؤون الوطن، وقبل أن نذهب الى الخارج تفضلوا واجلسوا على الطاولة، أما أن تتركوا الشعب يموت فهذا ما لن نقبل به”.

ومن نافذة بكركي أطل البطريرك الراعي ملوحا للحشود، موجها رسائل في كل اتجاه. لكن الراعي كان في واد والرعيان في واد، فغلب على الحضور اللون الزيتي الواحد وصورة فولكلورية جامعة لرجال دين من مختلف الطوائف تقدموا جلوسا الصف الأمامي، حيا الراعي جمهورا أراده فعلا من كل المناطق، لكن الشعارات فضحت الانتماء إلى حزب “القوات” الذي دخل بكركي من أبوابها المفتوحة أمام الجميع، اضافة الى وفود تكفلت رفع هتافات تبعدها عن الحياد، من شعارات مسيئة الى عون وباسيل و”حزب الله” وايران.

أراد الراعي شيئا .. وأراد الحاضرون شيئا آخر، ومن باحة الصرح كانت مناسبة للاستفادة من القفز على وتر الخلاف القائم بين رئيس الجمهورية ورأس الكنيسة المارونية على خلفية تشكيل الحكومة، والطعنة التي وجهتها بعبدا إلى مبادرة بكركي.

سمى الراعي الأشياء بأسمائها ومن دون تدوير للزوايا. خاطب كل طرف بما يمثله ونوعا ما بما يطمئنه، مرة بالتحذير وأخرى بتقديم النصح، فسأل وأجاب عما نريد من المؤتمر الدولي؟. “نريد إعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرضا للانقسامات بل تأسيس على قوة التوازن لا على موازين القوى، التي تنذر بالحروب، وأن تتخذ جميع الإجراءات لتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان، وأن يوفر الدعم للجيش اللبناني ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والممسك بقرار السلم والحرب، وأن توضع خطة سريعة لمنع التوطين ولإعادة النازحين”.

وإذ أكد الراعي هوية لبنان قال: “لا نريد من المؤتمر جيوشا ومعسكرات ولا المس بكيان لبنان، فهو غير قابل لإعادة النظر، وحدود لبنان غير قابلة للتعديل والشراكة المسيحية الإسلامية غير قابلة للمس. ديمقراطيته غير قابلة للنقض، دوره غير قابل للتشويه وهويته غير قابلة للتزوير، وكل ما نطرحه من الحياد والمؤتمر الدولي هو لإحياء الدولة اللبنانية المعطلة والمصادرة”.

وقال “حررنا الأرض فلنحرر الدولة من كل ما يعوق سلطتها وأداءها، فلا يوجد دولتان ولا دول على أرض واحدة، ولا جيشان ولا جيوش في دولة واحدة، ولا شعبان ولا شعوب في وطن واحد، وإن أي تلاعب بهذه الثوابت يهدد وحدة الدولة، ونحن هنا نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة”.

فصل الخطاب في كلام الراعي، كان عبر دعوته الى عدم السكوت عن الفساد وسلب الأموال والحدود السائبة وخرق الأجواء، وفشل الطبقة السياسية والخيارات الخاطئة والانحياز، وعدم السكوت عن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ وتسييس القضاء.

وعن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني وعن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين وعن توطين الفلسطينيين ودمج النازحين ومصادرة القرار الوطني والانقلاب على الدولة والنظام وعن عدم تأليف الحكومة وإجراء الإصلاحات. قال الراعي كلمته وكاد ينهيها ..اللهم فاشهد إني قد بلغت.