Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/03/06

رفع حسان دياب الدعم عن حكومة تصريف الأعمال، مهددا بالاعتكاف، وهو على الأرجح سيعتكف قسرا بعدما سيتعذر عليه الانتقال غدا من تلة الخياط الى السرايا، لكون طرق لبنان سبقته الى الاستقالة.

فالوطن في عزلة عن بعضه: مدن معطلة، شوارع من إضراب، ويحكمنا دولاب الإطارات المشتعلة سيدة التحكم المروري، وكل الطرق تؤدي إلى استقبال الانفجار بعد الإنهيار، كما في وصف رئيس حكومة تصريف الأعمال اليوم”.

شريعة دياب رفضت شرائع الغاب، وسأل الرئيس الرافع للبطاقة الحمراء: ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والأحلام والطموحات والحرتقات السياسية؟، وهل المطلوب أن يتحلل البلد؟.

رفض دياب حكومة قائمة ستكلف أبغض القرارات، وأولها رفع الدعم عن الأساسيات، وظل في منطقة التصريف التي لا تتجاوز الدستور، لكنه قال: “إن حسم هذا النقاش يحدده مجلس النواب”، وعوضا من فتح نقاش يزيد الانقسامات، دعا دياب إلى “الإسراع في تأليف حكومة جديدة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، وأي نقاش آخر خارج هذا السياق هو عبث سياسي، ومحاولة لتقاذف المسؤوليات”.

وفي صدمة أرادها ورقة ضغط سياسية قال: “إذا كان الاعتكاف يساعد على تأليف الحكومة، فأنا جاهز للجوء إليه، مع أنه يخالف قناعاتي وشو ناطرين؟، المزيد من الانهيار؟ المزيد من معاناة الناس؟ الفوضى؟ هل صحيح أن التسوية تحتاج إلى تسخين وأنه لا يمكن تأليف الحكومة على البارد؟. ألا يستحق اللبنانيون تضحيات صغيرة من أجل مصلحة الوطن؟، ماذا سنفعل بوزير بالزايد أو وزير بالناقص إذا انهار كل البلد؟ فلنترك أوهام السلطة وطموحاتها جانبا، لأن الآتي من الأيام لا يبشر بالخير إذا بقي العناد والتحدي والمكابرة حواجز أمام تأليف الحكومة المنتظرة”.

لكن هل يشعر القيمون على التأليف بالسخن؟ “ما أبردهم” وهم يصدرون البيان تلو الآخر هذا ينفي وذلك يؤكد، ويكلفون مكاتبهم الإعلامية إعلان براءة الذمم مع الاستمرار في إهدار الوقت واحتجاز كل اللبنانيين رهائن حصصهم الوزارية.

فقصر بعبدا أصدر بيانا ينفي تسريبات عن أوساطه قالت، إن الرئيس الحريري اشترط حصوله على ثقة نواب تكتل لبنان القوي ليعطي الرئيس خمسة وزراء مسيحيين. وإذ أكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن مواقف عون تصدر عنه شخصيا، أو عبر مكتبه الإعلامي، لفت إلى أن ما يصدر عن عدد من رؤساء الكتل النيابية، هي مواقف تعكس وجهات نظرهم هم في الأحداث، وهذا حقهم الطبيعي.

انطلاقا من مواقعهم السياسية، أول هذه المواقع السياسية “التيار الوطني الحر” الذي أكد مجلسه السياسي ما نفاه قصر بعبدا، وكان حريا بمكتب الإعلام في القصر أن يرد على مكتب الإعلام الثاني في القصر أيضا، والتابع فصيله لجبران باسيل فكلام ليل بعبدا محاه “التيار”، وأعلن “بالبونط العريض” أن الحريري “يريد التزاما مسبقا بمنح الثقة ممن يرفض التشاور أو التعاون معهم، وذلك قبل تأليف الحكومة ومعرفة تفاصيل تشكيلها وبرنامجها، وإلا فلن يوافق على تشكيلها”

أضف إلى ذلك، أن ما صدر عن الرئيس المكلف في بيانه الأخير، أصبح فيه تغييب كامل للمكون المسيحي عن السلطة التنفيذية وعن الثقة المطلوبة من السلطة التشريعية، وهذا لا يسقط عن الحكومة ميثاقيتها فقط، بل كينونتها وبذلك تضاف “كينونة” التأليف الى بقية المفردات الميثاقية، والى وحدة المعايير وغيرها مكونات من “طبخة البحص” الوزارية، والرز من غير الحليب في الثلث المعطل.

ومن بيان وراء بيان، الى مواقف باتت تشكل حكم إعدام يتوقف لبنان على وزير “للتيار” وبين داخلية وثلث ضامن “طار البلد” وتعطلت مسالكه بكل الاتجاهات. مسلك واحد فتح من بيروت الى دمشق، مع زيارة الوزير رمزي المشرفية الى سوريا لتحريك ملف عودة النازحين، بالتزامن مع إعلان السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أنه “قد حان الوقت للتوصل إلى حل سياسي فعلي في سوريا”.

ترمد أميركا جمرا في سوريا، تقترب دول الخمسة زائد واحد من إيران، يرمي البابا فرنسيس سلامه على أرض التهبت بالارهاب، ويعقد لقاء قمة روحية مع المرجعية الشيعية في العراق والعالم السيد علي السيساني، ويزور “أور” تلك البقعة المقدسة من العراق.

وعلى كل هذه الفتوحات، فإن الدرب الى لبنان مقفل حتى اشعار سياسي اخر، أبواب التفاوض مجمدة، السياسيون احتجزوا حكومتين، والوطن الرهينة صار اليوم بين أيدي الناس الذين ينفذون انقلابا في الشارع، ويطوقون المناطق كحل أخير يبدو أنه لا بد منه، بعدما أصبحت البلاد على كف ” عفاريت “.