Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 2021/05/12

في السابعة بتوقيت غزة أنزل برج الشروق أرضا.. وعلى التوقيت نفسه كانت إسرائيل تتابع عملية الغروب ..وتدفع قاطنيها إلى الاختباء خلف الشمس وفي سابع أرض.
ففي اليوم الثالث لم يدخل سيف القدس إلى غمده لكن الصواريخ الحاملة رؤوسا استشهادية أرست معادلة النار بالنار والبادي أظلم. وتصدر العنوان “الدولة تحترق” الصحف العبرية ليثبت نظرية أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت،فالقطاع المحاصر من كل الجهات حمال تخاذل العرب والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية.

مذ صرخ الأقصى لبت غزة النداء وهذه المرة صار الحجر أكبر والبالونات الحارقة تحولت الى راجمات تخطت غلاف القطاع إلى ما بعد تل أبيب ووصلت إلى حيفا وكل بقعة اغتصبها الاحتلال صارت هدفا مشروعا لصواريخ المقاومة العابرة لكل استثناء.

حفر رئيس مجلس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الحفرة من باب الشيخ جراح ليتسلق سلم الانتخابات إلى رئاسة الحكومة مجددا لكنه وقع في ما حفر وهذه المرة لن يرمي له الرئيس الأميركي جو بايدن طوق النجاة كما كان يفعل سلفه دونالد ترامب بإيفاد كل مستشاريه من أبناء الجلدة اليهودية لمؤازرته وكل الدعم بالسلاح المتطور والعتاد الفتاك لم يصمد أمام إرادة الفلسطينيين في الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم ومقدساتهم أما مليارات الدولارات التي صرفت على القبة الحديدة فثبت أن قيمتها ومفعولها لا يتعديان قلنسوة نتياهو وهو يعتمرها عند حائط المبكى.

وقعت الحرب وإسرائيل تداري عجزها باستهداف المدنيين في القطاع فتهدم أبراجا سكنية وتنتقم من أبنية تضم مكاتب صحافية، ومنعا لازدياد رقعة المقاومة ولانضمام مزيد من مناطق الداخل إلى انتفاضة الأقصى فرضت سلطات الاحتلال حال الطوارىء وحظر تجوال في اللد وعكا وغيرهما ومنعت كذلك التجمع لأكثر من عشرة أشخاص.

وأمام المجازر التي ترتكبها بحق المدنيين طالبت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي بوجوب التحرك لحمل إسرائيل على وقف انتهاكات المستوطنين ليتظهر الخلاف الأميركي الإسرائيلي على خلفية ما يجري في القدس خلال اتصال أجراه مستشار الأمن القومي لدى البيت الأبيض، جايك سوليفان، مع نظيره الإسرائيلي مئير بن شبات، للتعبير عن «مخاوف حقيقية، لدى الولايات المتحدة من المواجهات العنيفة في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وخلافا للغة المتوازنة التي استخدمتها الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أظهرت القراءة الإسرائيلية أن المكالمة بين سوليفان وبن شبات كانت حادة وأن إسرائيل طلبت الى الأميركيين البقاء على الحياد فيما يتعلق بمسألة القدس وتجنب الضغط عليها التوتر الإسرائيلي الأميركي موصول بإرسال بايدن موفدين أميركيين إلى كل دول المنطقة لنزع فتيل الانفجار من اللغم الذي وضعته إسرائيل فأولويات الرئيس الأميركي في هذه المرحلة الاتجاه شرقا لمواجهة التنين الصيني وليس لخوض المعارك نيابة عن بنيامين نتنياهو.

حددت واشنطن مسارها واتخذت موقفا في الوسط فأجرى وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن اتصالا بنظيره الاسرائيلي مؤكدا دعم بلاده الراسخ لحق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها لكنه في الوقت نفسه حض على أهمية اتخاذ جميع الأطراف خطوات لاستعادة الهدوء. والهدوء المنشود غير متوافر حاليا فمع استمرار حرب إسرائيل على غزة أرست المقاومة الفلسطينية قواعد اشتباك جديدة وفرضت نفسها قوة ردع في وجه جرائم العدو أما العرب فزادوا إلى لجانهم الممنوعة من الصرف منذ نكبة فلسطين لجنة وزارية عربية جديدة لمتابعة التحرك العربي ضد السياسات والإجراءات الإسرائيلية والتواصل بهذا الشأن مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وغيرها من الدول المؤثرة دوليا وأوفدت مصر رسلا أمنيين إلى غزة لإجراء المقتضى،لكن الكلمة الفصل تبقى في الميدان حيث أعلنت المقاومة الفلسطينية أن لا عودة إلى الوراء وأن المعركة مستمرة والعين على غير جبهة فأي الجبهات ستنضم إلى المواجهة؟ وهل تنتقل المعركة إلى مراحل متقدمة لتصبح حربا بالمسيرات ؟

وهذا المساء .. إن عدتم عدنا حيث دوت صفارات الانذار في النقب وعسقلان و تل أبيب وبئر السبع في استعداد لليلة أعنف من سابقاتها لاسيما بعد استهداف إسرائيل أربعة من قادة فصائل المقاومة في غزة.

اما صفارات الإنذار في لبنان فقد دوت في محطات البنزين مع يوم ثالث من غارات الحرمان من مادة المحروقات وعدم التقاط القبة الحديدية السياسية للحل وترك السوق ” يلتهب” على نقاط حارقة تذل الناس وطوابير انتظارهم الطويل
ولكن .. القادة السياسيون يهنئونكم في عيد الفطر السعيد .. بعضهم يغادر لضم عائلته في الاعياد والبعض الاخر يحضر لنا ” عيدية ” سياسية الأسبوع المقبل. وبعد بحث وتدقيق سيتبين أن المبادرة التي يعتزم رئيس الجمهورية إطلاقها هي بدورها ” قبة سياسية ” تحاول التقاط العقوبات الاروبية وتجنب انفجارها.