ضَرَباتٌ أميركيةٌ على داعش في سوريا .. وضروبُ احتيالٍ في تنسيقِ التحالفِ معَ العرب ومعَ كلِّ صاروخٍ أميركيّ.. صاروخٌ منَ التّصريحاتِ المتناقضةِ تبدأُ بإعلانِ واشنطن مشاركةَ دولٍ عربيةٍ في الضرَباتِ العسكريةِ أولَ النهار ومعَ طلائعِ يومٍ آخر تَنفي واشنطن أيَّ غاراتٍ قامت بها دولُ الخليج تَكشِفُ دمشقُ عن رسالةِ تنسيقٍ أبرق بها كيري إلى المعلّم عَبرَ وسيطٍ عراقيّ .. فيسارعُ البنتاغون إلى نفي أيِّ تنسيقٍ معَ دمشق كان من الصعبِ على واشنطن الاعترافُ بالتعاونِ معَ النظامِ السوريِّ دُفعةً واحدةً لذلك فإنّ نفيَها جاء مِن قبيلِ الحياءِ والسِّترة.
إيران أخذت بالرّوايةِ الأميركية وأصدرتِ استنكاراً لضربِ أيِّ مواقعَ على الأراضي السوريةِ مِن دونِ إذنِ السُّلُطاتِ المعنيةِ وإلا فإنّ ذلك سيُعَدُّ انتهاكاً لسيادةِ سوريا لكنّ أصحابَ السيادةِ لم يعترضوا لاسيما أنّ الحَصادَ جاءَ بمئةٍ وعِشرينَ إرهابياً قَضت عليهم الغاراتُ التي شمَلت البوكمال والحسكة والرَّقة وريفَ حلب ..
وفي أثناءِ الغارات وصلَ منَ الحدودِ التركيةِ نحوُ ألفِ مقاتلٍ للانضمامِ إلى قافلةِ الإرهابِ داخلَ سوريا غيرَ أنّ أنقرة أعادتْهم ومنعَت دخولَهم على اعتبارِ أنّ وقتَهم انتهى وأنّهم وصلوا متأخّرين عن المسيرةِ مَسافةَ تحالفٍ دَوليّ إعتذرت تُركيا عن عدمِ استقبالِهم في الوقتِ الراهن لكنّ فضلَها سابقٌ في التهريبِ على الحدودِ والتدريب .. وبعدما أنجزوا المُهمةَ بنجاح وقسّموا العراق وزرعوا الخوفَ والرعبَ في المِنطقة .. حان وقتُ ضربِهم برعايةٍ أميركيةٍ إسرائيلية .
ومن على متنِ سفينةِ المعارضة الراسية في تركيا أعلن رئيسُ الائتلافِ السوريّ هادي البحرة حلَّ مجلسِ القيادةِ العسكريةِ العليا وفجّرَ أزْمةً داخل الائتلاف .. على اعتبارِ أنّ المجلسَ العسكريَّ يضمُّ قوافلَ جيوشٍ وعسكر كان يتأهّبُ لتسلّمِ السلطةِ في دمشق .. هذا المجلس الذي لم يدخلْ في معركة .. ولم يخُضْ حرباً في شارع .. وليس في هيكلِه أيُّ عسكر .. وانحلالُه واقعٌ من دونِ قرار وما الخلافُ في شأنِه اليومَ سِوى نزاعٍ على خمسِئمةِ مِليونِ دولارٍ يفضّلُ الائتلافُ استكمالَ صرفِها في الفنادقِ التُّركيةِ تدريباً على معارضةٍ مرفهةٍ ونُخبوية .
ما يَعني لبنانَ مِن فضَلاتِ الثورةِ في فروعِها الإرهابيةِ أنّ جنودَنا تحت الخطَر .. وإعلانَ جبهةِ النصرةِ اليومَ عن صاروخٍ استَهدف مكانَ احتجازِ العسكريينَ قد يكونُ مِن ورائه حيلةٌ تدبّرُ في جرد وفي المعطياتِ التي سرّبتها النّصرةُ أنّ الجنودَ اللبنانينَ بخير وقالت مصادرُهم إنّ الجيشَ ضربَ معاقلَهم بطائرةٍ مِن دونِ طيار ما ادّى الى إصابةِ عددٍ مِن مجموعاتِهم .
على جبهةِ نُصرةِ البرلمانِ اللبنانيّ .. جهدٌ استثنائيٌّ يُعجّلُ في فرجِ الجلسةِ التشريعيةِ الأسبوعَ المقبلَ بعد أن تُحدّدَ هيئةُ المكتبِ يومَ الجمعةِ عناوينَ ” تشريع الضرورة ” واليوم اعتلى النوابُ المِنبرَ في ساحةِ النجمة وكلُّهم فخرٌ بأنّهم سيعقِدونَ جلسةً من أجلِنا .. وكانَ النائبُ جورج عدوان يتلو السببَ تلوَ الآخرَ ويعلنُ أنه لن يفتحَ التشريعَ إلى مصراعَيه ولن يأخذَ المجلسَ رهينةً مِن دونِ أن يذكرَه أحدٌ بأنه ومجموعتَه القابضةَ إنما يشرّعون لبقائِهم ولتمديدِ خلافتِهم وليس من أجلِ الناس وأنّهم مجموعةٌ محتلةٌ للمقاعدِ عَنوةً .. كما يحتل سمير جعجع الترشح للرئاسة لثلاث عشرة جلسة متتالية .. يمدد طوله في معراب ويجلس مستمعاً في مشهد أصبح ثقيلاً ممجوجاً ..مكررا .. لا يحتمل المجازفة بإعادة تمثيله في الجلسة رقم 14 .