IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 2/10/2016

aljadeed

قرعت الكنيسةُ جرساً سياسياً مدوياً هزَّ أبوابَ عين التينه وهشّمَ سلتَها ورمى بها في سلةِ المهملات راعي المرشحين الموارنة رفع البطاقةَ الحمراء في وجهِ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري ورمى حُرْمَ الكرامةِ  على الذين تسول لهم ترشيحاتُهم التنازلَ عن الصلاحيات وسأل البطريرك بشارة الراعي : كيف يقبل ايُ مرشّح للرئاسة الاولى، ذي كرامةٍ وادراكٍ لمسؤولياته، ان يُعرّى من مسؤولياتِه الدستورية، بفرض سلّةِ شروطٍ عليه غير دستورية، وان يحُكمَ كأداةٍ صمّاء؟ سؤال طرحه الراعي على بري مواربةً عبر المرشيحن فأصاب رئيس المجلس مباشرة في عظةِ أحد لم يسبقه عليها أحد ..وبعد الضربة القاضية من بكركي لعين التينه يجد بري نفسه أمام ” سلةٍ فاضية” تُراكمُ الشروطَ على الرئيس قبل إنتخابِه وتنهيه قبل ان يبدأ .. وإذا كان كلامُ سيد بكركي ثقيلاً على رئيس مجلس النواب  فإن رأيَ مديرِ جامعة الحكمة الاب كميل مبارك ربما يصل الى مسامعه لاسيما وان بري تلميذُ حكمة أهلتّه إستاذاً .. ويقول مبارك إن السلة تعرقل إنتخاب الرئيس أو تأتي برئيسٍ فاشل سائلاً : هل يرتضي بري أن يصل هو بسلة شروط ؟ معتبراً ان المطروح  يشكل إيضاً عقبةً في وجه سعد الحريري وهذا كلامٌ يصيب الهدف بدقة إذ أن زعيم المستقبل لم يكن في حاجةٍ الى إستفتاء الدول وأجراءِ جولةِ افقٍ من موسكو الى أنقرة فالرياض وربما باريس لو لم يضع الرئيس بري السلةَ أمام دواليب إنتخاب عون .لقد وجد الحريري نفسَه مضطراً الى زياراتِ تسوّلٍ رئاسية على عواصمَ ضاغطة كان في غنىً عنها في ما لو سهّل رئيسُ المجلس عمليةَ الانتخاب ووافق من دون سلال .وبصيغة ” اللو” أيضاً كان بري والحريري وعموم أهالي الرئاسة فاخروا بأنهم صنعوا للمرة الاولى رئيساً في لبنان من دون منةِ الصانعين الخارجيين ولم يكونوا في حاجةٍ لكلمةِ سر او لمفاتيحَ أقليمية ودولية .ومع إنطلاق الحريري الثلاثاء في مساعيه السياسية فإن ذلك لن يفتحَ الابواب المغلقة هنا .. وربما كان عليه أختصارُ رحْلات الطيران والسفر الى الضاحية الجنوبية لأن حزب الله وحدَه اليوم من سيُقنع رئيسَ المجلس بالتخلي عن تعبئةِ الفراغ بالسلة ودفعِه الى الحاق بالمحدلةِ السياسية  وصعودِ بوسطةِ الحل وليخيّط ” بغير هالسلة” لانه سيبقى في المحطة وحدَه .. فيما حليفُه التاريخي وليد جنبلاط بدأ يترآى له الحلَ الرئاسي في متناول اليد لاسيما وان زعيم الجبل هو أيضاً عميدُ المواقف المتقلبة .. وإذا كان في حلفٍ واحدٍ اليوم مع بري وفرنجية فإنه غداً سيختار جبلَه الانتخابي المتنوع مسيحياً وسنياً   .