إستناداً إلى العينّاتِ السياسيةِ اليوم، فإنّ ميشال عون رئيساً غداً فقد عمَّ التفاؤلُ أرجاءَ البلاد.. ورشَح زيتُ الرئاسة وضُخّ في الساعاتِ الأربعِ والعِشرين الماضية أكبرُ منسوبٍ إيجابيّ على خطوطِ إعلانِ الترشيح. في المعطى الحريري فإنّ زعيمَ المستقبل سيُعلِنُ قريباً تبنيَ عون مرشحاً، ولن يَنتظرَ أكثرَ مِن ذلك.. تاركاً لنفسِه تحليلَ الردِّ السُّعوديّ الذي كان أعطى الخِيارَ لزعيمِ المستقبل بما يحمِلُه من تَبِعاتٍ ومسؤوليات والتفاؤلُ مضاعفٌ لدى التيارِ الوطنيِّ الذي أعطى نسبة تسعةٍ وتسعينَ في المئةِ للترشيح وقريباً جداً جداً بحسَبِ توقّعاتِ مصادرِه. هذا الدَّفْقُ في الإيجابيات استعجلَ العونيين إلى أبوابِ القصر.. وإلى الاحتفاليةِ في بعبدا ضِمنَ ذكرى الثالثَ عَشَرَ مِن تِشرين لكنّهم عملياً يحتفونَ بتِشرينَ الحالي الذي عوّضَ على جنرالِهم تعَبَ السنين والمنفى والانتظارِ طويلاً عند تخومِ بعبدا.. ذاك القصرِ الذي خَرَجَ منه يوماً بحَربٍ قَضَمت مِن عُمرِه السياسيِّ خمسَ عشْرةَ سنة والليلةَ لن تَقبِضَ على عونيٍّ واحدٍ من دونِ فرحة.. يستعدونَ ربما للمبيتِ أمامَ القصرِ استعدادًا لمَلءِ الفراغِ بالجنرالِ المناسب. الحريري حقّق حُلمَ عون التاريخيَّ ليكونَ سيداً على بعبدا منتَخَباً مِن مَجلسِ النواب.. لا رئيسَ حكومةٍ عسكريةٍ مِن لونٍ واحدٍ يَسكُنُ القصرَ المهدّد.. ويُخليهِ تحتَ ضَرَباتِ التحالفِ السّوريِّ اللبنانيّ كما قبلَ أكثرَ مِن ربعِ قرن والحريري الضاغطُ على زرِّ تحقيقِ الأحلام إنما هو يضغطُ في المقابل على مفاتيحِ العودةِ إلى السياسةِ رسمياً من بوابةِ السرايا.. بعدما خسر في السياسيةِ والحلفاءِ والمالِ والسندِ السُّعودي ومن العونيين استعارَ الحريري عبارةَ التغيير.. بعدما التمسَ انفراطَ عِقدِه السياسي.. فأبناءُ كُتلتِه أصبحوا كُتلاً.. شعبيتُه بدأت تتهدّدُ بآخرين أكثرَ تطرّفاً.. فيما نفوذُه في العاصمة انكسر بضربةٍ مدَنية.. حين هدّدت لائحة بيروت مدينتي التاريخَ الحريريَّ الذي كان قابضاً على المدينة ومرجِعيتِها البلديةِ والسياسية. ومن بعبدا السعيد إلى اليمن الحزين.. الذي بلغ اليوم نصف حقيقة باعتراف السعودية أن التحالف وقع في خطأ ومعلومات مغلوطة أدت إلى قصف صنعاء على أن المعلومات لم تكن مغلوطة.. والجانب الإسرائيلي الفاعل خليجياً تعمّد تسريب هذه المعلومات ليتشارك مع السعودية غداً في المساءلة أمام محكمة الجنايات الدولية.