Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 20/10/2016

خاض سعد الحريري ما وصفَها بالمخاطرةِ الكبرى وأعلن تبنّيَه ترشيحَ العماد ميشال عون لرئاسيةِ الجُمهورية.. في خِطابٍ أمامَ جُمهورِ بيتِ الوسَطِ المتباينِ المواقف والمخاطرةُ الكبرى شكلياً كانت في الخِطابِ نفسِه الذي قاد الحريري إلى رجالِ الدولةِ المتفوِّهين الذين أتقنوا العباراتِ المتينةَ العابرةَ عن الخطأ وفي المضمون.. فإنّ زعيمَ المستقبل أطلَّ على ترشيحِ عون من شرفةِ المِنطقةِ الملتهبة.. ومِن شوارعِ النارِ العربية.. ومن خطرِ وقوعِنا في الحربِ كاحتمالٍ أسهلَ مِن السلام. وسّع الحريري دائرةَ الخطرِ ليتبنّى المخاطرة  وعملياً فإنّ الحريري إنما واجه شارعَه أولاً وبعضَ نوابِه ثانياً والسعوديةَ ثالثاً ونبيه بري رابعاً وأحدَ عَشَرَ.. لاسيما بعدما رأى رئيسُ المجلسِ أنّ مشكلتَه اليومَ هي مع الحريري وليست مع الجنرال عون وأمامَ هذه الأخطار لا شكّ أنّ زعيمَ المستقبل تحلّى بالشجاعةِ التي تقاربُ الصولد السياسيَّ المفتوحَ على كلِّ احتمال.. فهو يقومُ بمبادرةٍ لا تَضمَنُ له العودةَ إلى رئاسةِ الحكومةِ على بياض.. ولم تُعطِه أيَّ ضماناتٍ سياسيةٍ إلى الآن.. فأيَّ طريقٍ سيسلُك لتأمينِها؟ وبعد حفلِ تبنّي عون مَن سيتبنّى الحريري؟ وكيف ستعالِجُ عين التينة المسارَ السياسيَّ مِن اليومِ حتى تاريخِ الجلسةِ الانتخابية؟ على خريطةِ التحكّمِ المروريّ فإنّ موكِبَ ميشال عون سيَشُقُّ طريقَه إلى عين التينة بعدَ زيارتِه بيتَ الوسَط لكنّ قصرَ الرئاسةِ الثانيةِ لا يبدو أنه يُعطي زيارةَ عون بُعداً تقريرياً.. وبدا ذلك واضحاً من كلامِ الوزير علي حسن خليل لدى دخولِه عين التينة إذا صرَّحَ بأنه لم يَستمعْ إلى خِطابِ الحريري لانهماكِه في زيارةٍ لوليد جنبلاط وعلى ما يتراءى فإن موكِبَ عون هو عبورٌ للدولة.. وإلقاءُ تحية من دونِ الغوصِ في التفاصيل.. ليبدأَ دورُ حِزبِ الله ووَفقاً لبيانِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة فإنّ التفاهمَ والانفتاحَ الايجابيَّ بينَ المكوِّناتِ السياسية هما أمرانِ مطلوبانِ أكثرَ مِن أيِّ وقتٍ مضى لكنّ هذه المُهمةَ تستلزمُ هِمةَ الحزب.. واقتراعُه لعون سيمر مِن بوابةِ إقناعِ حليفِه نبيه بري بمدِّ اليدِ إلى الرابية.