قبل أن تشكّلوا حكومتَكم وحتى لا يُفتتحَ عهدُكم بظلمِ الناس أُنظروا قليلاً خارجَ نوافذِكم السياسية واستشيروا الشارعَ المحكومَ بقوانينَ عفِنةٍ باليةٍ لفظَها العثمانيون وما زلنا نحتفظُ بغبارِها فاطمة حمزة أمُّ المعاركِ اليوم المرأةُ التي دَفَعت فاتورةَ عاطفتِها وأمومتِها أُرديت سجينةً بتُهمةِ الأمومةِ الزائدة والحَضانةِ التي أرادتْها حِضناً لطِفلِ الأعوامِ الثلاثة فعلى زمنِ تنازعِ الوِزاراتِ والبحثِ عن حكومةٍ تُمثّلُ شرائحَ المجتمع ما زالَ المجتمعُ نفسُه يشكو أنظمةً تقيّدُ أبناءَه وتعنّفُ نساءَه تارةً عَبرَ ضربةِ الزوجِ القاتلة وطَورًا عَبرَ ذَكرٍ احتَمى بشرعِه فتعاظمت قُدُراتُه على الظّلم . فهو مدعّمٌ بمحاكمَ شرعيةٍ وسلطةٍ قضائيةٍ تمنحُه حقَّ الاستئثارِ وتنزعُ مِنَ المرأةِ روحَها هذا واقعُ المحاكمِ الدينيةِ في لبنانَ الرافضةِ أجراءَ تعديلاتٍ على قوانينَ ونصوصٍ سطّرَها التُّركيُّ المحتلُّ قبلَ أربعِ مئةِ عام وتحتَ هذا الواقعِ تندرجُ سلطةُ المحكمةِ الجعفريةِ التي إذا ما قَرَعنا أبوابَها سنعثرُ كما في الوِزاراتِ على مغارة علي بابا والأربعين حرامي لكنْ تميّزُهم العِمامات. وخلفَ أبوابِ المحاكمِ الشرعيةِ فاطماتٌ يؤسَرْنَ وتُنتهكُ حقوقُهنَّ لأنَّ الدينَ يُطبّقُ بورقٍ بارد بلا نصٍّ عادلٍ وبلا قلب وليَكتمِلَ هدْرُ الحقوقِ تأتي السلطةُ القضائيةُ لتنفّذَ الأحكامَ الدينيةَ الجائرة فاليومَ سُجنت فاطمة وبالأمسِ عُنّفت نِسوةٌ مرّتين مرةً بالقتلِ على يدِ الزوج وأخرى بالأحكامِ المخفّفةِ في حقِّ القاتل وإذا ما أُضيفت هذه الجرائمُ إلى حِرمانِ المرأةِ إعطاءَها أولادَها حقَّ الجنسيةِ نصبحُ أمامَ مجزرةِ حقوقٍ منتَقَصةٍ وضائعةٍ لا شرعَ يُنصفُها ولا دينٌ ولا دنيا وقبلَ البحثِ عن وِزارةٍ لحقوقِ المرأةِ أوِ استعطافِ كوتا نسائيةٍ تُشبهُ التسوّلَ السياسيّ أَعيدوا إلى المرأةِ حقَّها في حَضانةِ أطفالِها وامنحوها بِعضاً مِنَ الوجودِ والهُويةِ لأبنائِها وعَدّلوا النصوصَ الجافّةَ والقاتلة وراقبوا محاكمَ شرعيةً تسرّبَ إليها الفسادُ كحالِ معظمِ إداراتِ الدولة هذه بعضٌ مِن استشاراتِ الناسِ الملزِمة واسألوا السيداتِ أوّلاً أما في الاستشاراتِ السياسيةِ فهي لا تتعدّى الفلكورَ غيرَ الناظمِ للحكومات وفي يومِها الأول أَفضت الإستشاراتُ الى مطالبَ لا تتّسعُ لها حكومة حتى ولو جاءت ثلاثنية وحِيالَها فإنّ الأمينَ العام لحِزبِ الله كلّف الرئيس نبيه بري التفاوضَ باسمِه وعنه تحصيلاً لمواقعِ الثنائيِّ الشيعي. نصرالله عظّم أجرَ رئيسِ المجلسِ ومَسعاه ورفّع الجنرالَ الرئيس إلى مرتبةِ الجبل وأعطى سليمان فرنجية جائزةَ ترضيةٍ مُتضمّنةَ مديحاً للمخلصين وعباراتٍ تكفيهِ ليكونَ رئيساً للآخرةِ مزوّداً بحُورٍ عِين بعدَ نورِها.