مِن عُمقِ طرابلس إلى عرسال .. قبضةٌ عسكرية لا تهدأ استقرّت على مئاتِ الموقوفين من مخيماتِ النازحين السوريين التي أُضرمت النارُ فيها مِن مفتعلي تخريب .. أقدم بعضُهم على إطلاق النار على قوة من الجيش في أثناءِ عملياتِ التفتيش يومُ العسكر أسفر عن توقيف مسؤولٍ في جبهةِ النُّصرةِ مِن بينِ أكثرَ مِن أربعِمئةٍ وخمسين شخصاً أعيد إطلاقُ سراحِ نِصفِهم جبهةُ النصرة استُنفرت لعرسال وألبّت أهلَها على جيشِهم فيما ذَهبت هيئةُ العلماءِ المُسلمينَ إلى إدانةِ ما سمّته العِقابَ الجَماعيَّ للاجئين السوريين غيرَ أنّ مَن كانت مهدورةً حقوقُ نزوحِهم استَجمعوا قُواهم وتجمّعوا معَ بعضِ أهالي عرسال أمامَ مبنى البلديةِ وهَتفوا بشعاراتٍ لنصرة الدولةِ الإسلامية ورفعوا راياتِ داعش هذه الراياتُ ومواقعُها كانت تحتَ ضرَباتِ نيران التحالفِ الدَّوليِّ التي تحركّت اليومَ بعشْرِ مقاتلاتٍ عربيةٍ وستٍ أميركية واستَهدفت نحوَ اثنتي عشْرةَ مِصفاةً نِفطيةً في سوريا لكنّ البنتاغون وضِمنَ رسائلِ التطمينِ إلى النظامِ السُّوريّ أعلن أنّه سيتجنّبُ ضربَ البُنى التحيتة . العراق حَفز إدارةَ الحربِ الأميركية على المزيدٍ من خلال تكبيرِ حجمِ الخطَرِ وتوسيعِه ليشملَ ما وراءَ حدودِ داعش .. وأعلن رئيسُ الحكومة العراقية حيدر العْبادي كشفَ بغداد مخطّطاتٍ سينفّذُها الإرهابيون وستَشملُ الولاياتِ المتحدةَ وفرنسا ورد الخليفة الأميركيّ بأن إعلاَن النصر على تنظيم داعش سيتغرقُ وقتًا طويلاً لأنّ هذا التنظيمَ أصبح يمتلكُ التمويل والسلاح ..ويؤشّرُ هذا التصريحُ إلى أبديةِ الوجود الأميركيِّ في سماءِ المِنطقة وأرضِها .. وإذا ضَعُف بنيانُ الدولة الإسلامية فإنّ أميركا ستعيدُ مِن شدِّ عَصبِها لتبريرِ وجودِها وبيعِها الأسلحةَ لدولِ الخليج وما الضرَباتُ الأميركيةُ اليومَ إلا لإعادةِ رسمِ بُقعةِ هذه الدولة التي تجاوزت حدودَها وإذا كان على التمويلِ والتموين فإنّ التاريخَ القريب يعيدُ نفسَه .. المالُ والسلاحُ والبنون .. مَن ظنّ أنه تخلّى عن هذهِ الورقةِ وتوارى .. عاد الى هوايتِه وتكشِفُ الجديدُ عن محضَرٍ سريٍّ في هذا الشأنِ يبيّنُ حركةَ الملاحةِ المسلحةِ وتنقّلَها بين مطاراتٍ عسكريةٍ تُركيةٍ وإسرائيليةٍ وألمانية مَن يَضرِبْ داعش بقرارٍ دّوليٍّ اليوم .. ما زال يرعاها بقراراتٍ سريةٍ ويا ليتَكم لم تدعَموا ولم تتصدّقوا.