من برد كانون وصقيعه السياسي جاءت حملة دفى كمدفئة للمشردين على هذه الارض .. جمعت ما حصدت من تبرعات ولوزامِ الشتاء لتوزيعها لاحقاً على من لا سقف فوقهم .. يتوزعون على أرصفة المدينة وقد ملّوا وعود المؤتمرات الدولية الفارغة. الصحافية بولا يعقوبيان النازحة منذ الاجداد خاضت غمار هذا التحدي لتملأ بيروت فرحاً بعمل منتج ..ووافاها الى مسعاها الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر متجولا للمرة الاولى في الهواء الطلق .. مقدماً خبرته بدفء البطانيات سعِدَ المشردون .. وتشرد السياسيون حيث استقرت الازمة الحكومية عند طرفي بعبدا وبنشعي مرورا بمحطة عين التينة ولم تتقدم دوائر القصر بأي مباردة أضافية تجاه زعيم تيار المردة سليمان فرنجية إذ أكتفى الأب بنداء الابن بلا تشغيل حرارة الهاتف لإتمام التواصل. وفي حديث الى الجديد تساءل النائب الان عون لماذا على الرئاسة ان تبادر بالاتصال .. ولماذا لم يستثمر المردة مناسبة الاعياد لكسر هذه الحلقة ؟ هذا التساؤل وما خلفه وامامه من معوقات يضع تأليف الحكومة في دائرة مغلقة من دون ان تحتسب الاطراف السياسية ان حكومتنا باتت واقعة على خط ” القدود الحلبية ” وان هناك من يربط بين الحسم في حلب وانعكاساته على تأليف حكومة العهد . فأبعد من السؤال عن “من يتصل بمن “.. عون اولا او فرنجية لماذ لا يتخذ رئيس الجمهورية القرار في الميدان الحكومي وينفذ غارات على جميع المعطلين مستخدماً سلاح الدستور الذي يجيز له العيارات المحرمة . هو تسارع الاحداث في حلب يفرض الحسم في الداخل اللبناني إذا بدأت اميركا وروسيا بالبحث عن حلول لخروج المسلحين من المدينة المنكوبة ويترافق ذلك مع تفاوض سياسي وعسكري بين الطرفين لوقف أطلاق النار وبدء سريان الحل السوري انطلاقاً من الشهباء . ويحتمّ هذا الوضع على المسؤولين اللبنانيين وقفاً لأطلاق النيران السياسية واقفالَ المعابر غير الآمنة وانسحابَ المعطلين الى أيّ ” أدلب ” يريدونها تنفيذا لسريان الحل اللبناني واعلان الحكومة حتى يبقى الحل محلي الصنع .. كما كان الرئيس “صنع في لبنان”.