” الف ” ” دال ” أبجديةُ رومية الجديدةُ لمرحلةِ ضبطِ الإرهابِ وحصرِه بعنابرَ مقفلة فالإرهابُ تَنقّلَ اليومَ بينَ الأحرفِ مِنَ المبنى باء إلى العَنبر دال في عمليةٍ أمنيةٍ وُضِعَ فيها السجناءُ الإسلاميونَ في مكانٍ مُحكَمٍ بعدَ رصدِ تواصلٍ بينَ رومية وعمليةِ جبل مُحسن. أشرفَ وزيرُ الداخليةِ على تطبيقِ الخُطةِ الأمنيةِ في سِجنِ رومية الذي توجّه إليه منذُ الصباحِ معلناً انتهاءَ العمليةِ بعدَ تِسعِ ساعات، وهو في أثنائِها كان يواجهُ أخطرَ المواقفِ عندما أصبحَ بينَ خِيارينِ هما: سلامةُ سجناءِ رومية ومصيرُ العسكريينَ المخطوفينَ في الجرد لكنّه استكملَ الخُطةَ التي اعترضَها بيانٌ تَهديديٌّ لجبهةِ النصرة مُرفَقٌ بصورةٍ تُذِلُّ عسكراً يَلتحفُ الأرضَ وتُحيطُه الثلوج. هذا الضغطُ لم يَسْرِ على نهاد المشنوق لكنّه تَرَكَ آثارًا سلبيةً على أهالي المخطوفين الذين عادوا الى استخدامِ الشارعِ مُعلنينَ خُطواتٍ تَصعيدية. الأمنُ ضُبِطَ في السجون وأَفلَتَ في ليالي السهرِ وشوارعِها، ثلاثُ ضحايا في أقلَّ مِن شهرٍ واحدٍ تذهبُ فَرقَ ليلٍ وغيابِ أمن وحتّى عندما حَضَرَ الأمنُ فإنه أطلقَ النارَ على الشخصِ الخطأِ فأردى صبيةً مِن عُمرِ النهار في الكسليك. اليان الصَّفَطْلِي بعدَ إيف نوفل في كفرذبيان وحسَن العريبي في زحلة قَضَوا من دونِ حسابٍ بعدما تحصّن الفاعلون خلفَ حماياتٍ تفوقُ القانون. واحتكاماً الى قانونِ الكتائب عاد مجلسُ الوزراءِ اليومَ إلى العملِ لمناقشةِ بندِ النُفاياتِ الصُلبة وقد خَرَجَ الوزيرانِ وائل أبو فاعور وغازي زعيتر لزيارةِ جنبلاط في كليمنصور في موعدٍ لا يتعلّقُ حَصراً بجلسةِ النُفايات. وأبعدُ مِن مَطمرٍ فإنّ رائحةَ النُفاياتِ الصِّحافيةِ غيرِ الصُلبةِ انبعثَت من نِقابةِ الصِّحافةِ اليومَ فالنِقابةُ العريقةُ الضاربةُ حَرْفاً في التاريخ صنيعةُ حِبر نسيبِ المَتني وغسّان تويني والتي قدّمت شهداءَ على مدى مسيرتِها بينَهم نقيبُها رياض طه أرتمت اليومَ في أحضانِ عوني الكعكي، ففِي معركةٍ تنافَسَ فيها أهلُ بيتِ المستقبل وانحَصرت بالصِّحافيِّ العريقِ صلاح سلام، ومنتحلِ صِفةِ الصِّحافةِ عوني الكعكي قرّر الرئيسُ سعد الحريري من الرياض أن يَحسِمَ نتائجَ الانتخاباتِ وأن يَمنحَ الكعكي أصواتَ أمراءِ الخليجِ نظراً إلى خِدْماتِه الإنسانيةِ حيثُ إنّ النقيبَ المنتخبَ لم يتوانَ يوماً عن تقديمِ العَضُدِ والعون في ألفِ باءِ الصِّحافةِ الخاصةِ ولم “يَعز”ّ عنهم تاءَ التأنيث. فمَن همُ الصِّحافيون الكبارُ الذين منحَوا النقيبَ أصواتَهمُ اليوم وسلّموا نِقابتَهم مِن مَيْتٍ إلى رجلٍ يعملُ باللحمِ الحيّ أيُّ صُحُفٍ تَعيشُ على امتيازاتٍ فخريةٍ أعطتْه هذا اللقَب وهل هذه نهايةُ الصِّحافة على زمنِ الوصايةِ السورية إستحيى غازي كَنعان فعلَها فهم كانوا إما يضعونَ الحدَّ للنقباءِ إلى الأبد وإما يختارونَ شخصيةً تعيشُ على المَقعدِ الصِّحافيِّ على شكلِ الأموات لكنّهم لم يختاروا مرة رجلاً مِن زمنِ السقوط فكلُّ العزاءِ للصِّحافةِ اللبنانية وإذا ارتضت فالعزاءُ مكرّرٌ معجل.