لكم بلادُكم ولي بلادي.. وعلى قاعدةِ بلادِ العُرْبِ أَوطاني رمى الأمينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله بالسلطةِ المحليةِ.. ليس زُهداً سياسياً إنما نأياً صادقاً بالسيطرةِ على لبنان.. تلك البُقعةِ المحكومةِ بالشراكةِ بينَ جميعِ أبنائِها أمّن نصرالله على الوطن بين آيادٍ ستجتازُ امتحانَ الثقة.. وأكملَ دربَه شرقاً سعياً لانتزاعِ الأمانِ بالقوةِ الاستباقيةِ معوّلاً على انتصارِ حلبَ الذي يُمكِنُ أن يَفتحَ آفاقاً جديدةً أمامَ حلولٍ جادّةٍ للأزْمةِ السورية وقالَ نصرالله إنّ ما قدّمه العالَمُ وخصوصاً الدولَ العربيةَ مِن مالٍ وسلاحٍ وذخيرةٍ ودعمٍ إعلاميٍّ وسياسيٍّ للإرهابِ في الحربِ على سوريا.. يفوقُ عَشَراتِ المرّاتِ ما قدّمَ للمقاومةِ الفِلَسطينية وبدليلِ المحارِبِ في المَيدانِ كذّبَ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله معظمَ ما رُوّجَ في الإعلامِ عن إبادةٍ في حلب كاشفاً عن استعارةِ صورٍ مِن مَجازرِ العدوِّ الصِّهيونيِّ في الضاحيةِ وغزة وأتَوا بأُخرى لأطفالٍ جياعٍ في اليمنِ ونَسَبُوها إلى حلب.. لكنّ البيّنةَ على مَن ادّعى. أسَفُ نصرالله على ملياراتِ العربِ التي صُرفت في الحربِ الخاسرة وأدّت إلى الهزيمةِ في سوريا.. كانَ أسَفاً مصحوباً بخَساراتٍ أكبرَ في منتدياتِ العالمِ السياسية فمِصرُ أمُّ الدنيا.. شقيقةُ فِلَسطين ونُقطةُ عبورِها إلى الحياة وشَريانُها الحيَويّ.. تَبيعُ في سوقِ الأممِ السوداءِ قراراً لمصلحةِ إسرائيلَ بناءً على اتصالٍ مِن دونالد ترامب. صَكُّ البيعِ هذا جاءَ عَبرَ جلسةِ مجلسِ الأمنِ عندما وافق مندوبُ مِصرَ بأمرٍ مِن الرئيس عبد الفتاح السيسي على تأجيلِ تصويتٍ كان سيَجري ضِدَّ الاستيطانِ الإسرائيليِّ في الضَّفةِ والقدسِ المحتلتَين هذا القرارُ تقدّمت به مِصرُ نفسُها.. وسَحبتْه بنفسِها.. ليَخرُجَ باراك أوباما أكثرَ عُروبةً من العرب لكونِه كان سيُلقّنُ نتنياهو آخرَ الدروسِ قبلَ نهايةِ العهدِ الديمقراطيِّ الأميركيّ والعُروبيّونَ تَحتَ سَقفِ مجلسِ الأمن تَمثّلوا في دولٍ لا تَعرِفُ عنِ العربِ إلا سقوطَهم.. إذ تقدّمت نيوزيلاند وماليزيا والسنغال وفنزويلا بتبنٍّ لمشروعِ القرارِ المسحوبِ مِصرياً.. حيث منَ المرجّحِ أن يجريَ التصويتُ عليه بَدءاً من الليلة وبدعمٍ من فرنسا التي قالت إنها ستحافظُ على حلِّ الدولتين لا غرابةَ فيما وقع فالمِصريونَ كانوا يَهتِفونَ قبل أشهر “السيسي باع أرضو يا ولاد” واليومَ لم يبعْ جُزُراً معزولةً فحسْب.. بل منحَ أرضاً بشعبِها لإسرائيلَ زاحفاً إليها بطلبٍ مِن نتنياهو وليس من دونالد ترامب الذي لم يدخلِ الحكمَ رسمياً بعد وإذا تحتفلُ مصرُ اليومَ بالنصرِ على العدوانِ الثلاثيِّ ومِن ضِمنِه اسرائيلُ والذي ضربَ بوسيعد.. فإنّ السيسي تمكّن من جعلِ “نهارها أسود ومطيّن”.. فهل هذا هو وريثُ جمال عبد الناصر؟. فرحةُ المِصريين بزعيمٍ يُعيدُ زمنَ الناصرية لم تتِمّ.. و”بشرة الخير” تحوّلت إلى علامةِ ذُلٍّ تجرُّ مِصرَ التسعينَ مِليوناً إلى قراراتٍ تَرهَنُ كرامتَهم أجيالاً وراءَ أجيال فالسيسي لا يضمَنُ اليومَ الا حمايةَ حكمِه التي يأمُلُها مِن إسرائيلَ التي يعتبرهُا ظهرَه الأيمنَ في سَيناء لكنّ فلسطينَ ليست جزيرةً للبيع.. وإذا كان السيسي قد خلعَ رداءَ الحياء فإنّ اهلَ فِلَسطين المقاومين وحدَهم مَن سيقرّرُ مصيرَ وطنِهم ويَقتلعون الإسيتطانَ ليردّوه الى دولِ المنشأ.