عَدّتِ الثقةُ أرقامَها قبلَ جَلَساتِها وحكومةُ سعد الحريري مقبلةٌ على النَعم بالأكثريةِ المُطلقة أما جبهةُ المعارضة فتَتصدّرُها الكتائبُ اللبنانية التي ستُشكِّلُ وحدَها ضمانةَ المراقبةِ والمحاسبة والإشرافِ على الأداءِ الحكوميّ وربما أكثرَ من وزيرِ شؤونِ مكافحةِ الفساد نفسِه فمعَ تجميعِ القُوى السياسية في حكومةٍ ثلاثينية لم يبْقَ مَنْ يراقب سِوى الكتائب المعّولِ عليها أن تكونَ عينَ الحُكمِ والحكومة المفتوحةَ على كلِ خطأٍ أو هدر ما يعني أنّ مهمتَها خارجَ السلطة ستكونُ أصعبَ من داخلِها وتلك صَنْعةٌ إعتادَ عليها حزبٌ خاضَ المعاركَ ورَبِحَ الكثيرَ من جَبهاتِها والثقةُ الموعودةُ بها حكومةُ الحريري ستَصِلُ وَفْقَ إحصاءاتِ الجديد إلى ما يَربو على مئةٍ وخمسةَ عَشَرَ نائباً في وقتٍ سوف يَخسرُ زعيمُ المستقبل صوتَ رئيسِ كتلتِه الرئيس فؤاد السنيورة الموجود خارجَ البلاد وليس كما تلاوة البياناتِ الوزارية السابقة فإنّ الحريري بدا مُتمكّناً منَ القراءة وفَكِّ الحروف بعدَ تمارينَ أدّت إلى جهوزيةٍ على المنبرِ النيابيّ وما يُساعدهُ في طَلاقة اللغةِ أنّ بنودَ البيانِ الوزاري أَسهل وأكثرُ إختصاراً وستَخرُجُ عِباراتُ المقاومة من فَمِهِ فِعلاً مضارعاً للمستقبل وبنِسيانِ الماضي. وللمستقبلِ الانتخابي فإنّ الفعلَ مازال مُضمراً وعلى الأرجح تتجّهُ البلادُ إلى تمديدٍ مُشتبهٍ فيه يَتخذُ منَ السببِ التِقْني ذريعةً لتأجيلِ الاستحقاق وبحسَبِ النائب جورج عدوان للجديد فإنّ التمديدَ مُرجحٌ لشهرينِ أو ثلاثة لإعدادِ الإدارة وتمرينِ الناس لكنّه عَملياً هو لتمرينِ السياسيين على تمريرِ التمديد تجنُّباً لرَميهِم بما توافرَ من حجارةٍ غيرِ كريمة وربما كريهة. على القانون وتَبعاتِه وعلى أجواءِ التواصلِ بين حزبِ الله والحزبِ التقدمي الاشتراكي عُقدَ مساءَ اليوم اجتماعٌ ضمَّ المعاونَ السياسيّ الحاج حسن خليل ومسؤولَ التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا والنائب وليد جنبلاط في كلمينصو وجرتِ الاستفادةُ من أجواءِ بهجةِ الأعياد التي بدا فيها جنبلاط على أَرفعِ انسجام قبلَ أنْ يُبدِّلَ رأيَهُ إذا ما ابتَلى لاحقاً بالنسبية.