Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 15/1/2017

لليوم الثاني، تحولت أزمة المطمر إلى أزمة مطار، بعدما وجهت الحكومة بوصلة المواجهة لتصبح بين أجنحة الأرز وأجنحة النوارس، ومعها لم يعد إطلاق النار العشوائي محظورا وملاحقته لا تجوز، ما دام تنفيذ أحكام الإعدام بالطائر البحري يتم بمرافقة أمنية، وتقوم به سرية مكافحة إرهاب النوارس، وعلى “عينك يا دولة”.

وفيما كانت بنادق الصيادين تسرح خارج حرم المطار، منعت كاميرات الإعلام من تصوير تحرك صامت لحملة “طلعت ريحتكم” رفضا للحل الذي اتبع.

وإذا كان آخر الدواء الكي الذي اعتمدته الحكومة في معالجة أزمة نفايات هي صنيعة أمراء الصفقات والسمسرات على مدى العقدين الماضيين، فماذا هي فاعلة في أزمات أخرى أثقلت كاهل المواطنين كالمياه والكهرباء والطرقات وغيرها من أبسط الحقوق المكتسبة؟.

رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي خلال لقائه الجالية اللبنانية في قطر، قطع وعدا عليهم بأنهم عندما يزورون لبنان ستكون هذه الملفات قد وضعت على سكة الحل الصحيح. وقد سقط سهوا من بال رئيس الدولة، بأن دولة الرئيس قد عرقل كل ملف فاحت منه رائحة البرتقال، ووضع مشاريع الحلول للطاقة بكهربائها ومائها وطرقاتها وسدودها، في جوارير تفتح على الحل حالما تصبح الخوة بحفظ الجيب الخاص وصونه، وهي ملفات إن سلكت طريقها إلى الضوء تخفف العبء عن كل الشعب لا عن مواطن دون سواه.

وكاد ملف النفط والغاز، الذي حوصر لثلاثة أعوام ببلوكات عشرة، يسلك درب الآلام ذاتها، لو لم ينقطع الأمل من ريع العمولات الخاصة، فاللعب مع الصغار ليس كاللعب مع الكبار، خصوصا وأن الشركات التي ستستخرج ثروتنا النفطية صارمة في شروطها وواضحة في العمولات التي ستتقاضاها.

ومن شؤوننا الداخلية، إلى سلام تهرول باريس لصنعه على جبهة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ككفارة عن ذنوبها التي ارتكبتها في سوريا بدعم إرهاب دربته ودعمته وصدرته إلى أن ارتد عليها. والمؤتمر الذي استضافه الإليزيه بغياب طرفي النزاع، وجد فيه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، مخرجا من ورطة تهديد “داعش”، فقال إن عدم حل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي يمنح الإرهاب هدية، مبديا استعداده لنقل فحوى اجتماع باريس للفلسطينيين والإسرائيليين، وإقناع الأميركيين بضرورة معاودة مفاوضات السلام، قائلا إن نقل السفارة الأميركية للقدس تحرك احادي يرقى للاستفزاز.

القول لباريس والفعل للفاتيكان. وفي الواقع، فإن محرك مؤتمر السلام في الشرق الأوسط هو البابا فرنسيس الذي أكد في أكثر من مناسبة، أهمية الوجود المسيحي في المنطقة، وتحديدا في القدس، حيث ناضل المسلمون إلى جانب المسيحيين في الصراع على البقاء، والمطران الراحل هيلاريون كبوجي كان خير شاهد على العصر. وهو نفسه بابا الفاتيكان الذي رفع الصلاة من أجل السلام في سوريا، وردد صلاته ملايين الأميركيين ليلة القبض على قرار الكونغرس، وإجباره على التراجع عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا.