Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 12/2/2017

عند عتبة المهل، توسط قانون ميقاتي الحدود السياسية الانتخابية، وأعلنه الأمين العام ل”حزب الله” اليوم مسودة للبحث. وشن السيد حسن نصرالله غارات مركزة على المشروع الأكثري المصنف إلغائيا. وبقوة إسناد ناري دعم نصرالله النسبية، وطمأن الدروز وتيار “المستقبل” بأن هذه الصيغة لن تلغي أحدا بل ستعطي صاحب الحق حقه وصاحب الحجم حجمه، لكنها ستعطل المحادل التي نحن منها. وقدم نصرالله أسهل شرح للنسبية على شكل مبسط وتلقائي بمفهوم يقوم على قياس التمثيل، و”قديش شعبيتك؟ عشرة بالمية؟ بتاخد عشرة بالمية”.

هدم نصرالله جدار الأكثرية بالذخيرة الحية، وما تبقى من سلاح وجهه إلى الداخل الفاسد، محذرا من تحميل الموازنة العامة أي ضرائب جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان، وفتشوا عن مداخيل لتدعموا فيها الموازنة إلا جيوب المواطنين. ومن هذه المداخيل كما اقترح نصرالله: وقف الهدر والسرقة والسمسرات وبعض التلزيمات “يلي ريحتها طالعة بالبلد”، ومنع اللصوصية.

واقتراحات الأمين العام ل”حزب الله” الأبعد مدى، هي تلك المتعلقة بالنزوح السوري في لبنان، والتعاون لإعادة أغلب هؤلاء إلى مدنهم وبيوتهم، حيث الكرامة الإنسانية تقتضي منا ذلك، وهذا يتطلب أن تخرج الحكومة اللبنانية من مكابرتها وتتواصل مع الحكومة السورية، متسائلا: لماذا تتحدثون إلى كل العالم حتى أولئك الذين صنعوا “داعش” و”النصرة” وسفكوا دماءكم ودماء جنودكم، ولا تتحدثون إلى الحكومة السورية لمعالجة ملف إنساني بهذا المستوى؟.

وفيما كانت أسلحة نصرالله مضبوطة الإيقاع، وتستهدف تصحيح التمثيل ونكء الفساد وعودة النازحين، فقد خرج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتصريحات على متن مدفعية، وذلك في أكثر المواقف المحصنة لسلاح “حزب الله”، والمانحة له غطاء جمهوريا. واستبق عون زيارته لكل من مصر والأردن، بتوابث تؤكد أن سلاح “حزب الله” لا يتناقض ومشروع الدولة، وإلا لا يمكن التعايش معه فهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة وليس فقط ضمانة تعطى. والحزب في نظر عون هو سكان وأرض ومواطنون دافعوا عن جنوبهم في خلال الاجتياح وتحت التهديد، وهم بالتالي ليسوا جيشا مستوردا.

ذهب الكلام هذا الذي يلغي خشب التجريح، يحسب لرئيس بلد واقع على حدود النقاط الساخنة. ويكاد ميشال عون يكون الوحيد عربيا الذي يعطي السلاح المقاوم قيمته من لبنان إلى فلسطين المحتلة حيث وضع القدس في منزلة مكة المكرمة، متسائلا: أي عار سيلحق بالعرب إذا نجح العدو الإسرائيلي في إلغاء الهوية والأرض الفلسطينية؟.