تعرف مارين لوبان أنها ستكون على أرفع مستوياتها وتحمل على الأكف الرئاسية اللبنانية وتجول بين قصر وسرايا ثم قصر دبلوماسي وتقضي ساعات من الرفاهية السياسية التي لم تقف عند كونها سيدة التطرف الأولى. اللهو بجولة مرشحة اليمين الفرنسي صرف الأنظار المصروفة أصلا عن قانون الانتخاب وعن صناعته المفقودة بعد سقوط كل الاقتراحات واليوم نقل وزير الإعلام ملحم رياشي عن رئيس الجمهورية ميشال عون إصراره على إنجاز قانون جديد بعد الفراغ من الموازنة ولم يعرف لماذا جرى ربط المسارين المتباعدين بنهاية وبداية ومع هذا الترابط تسلل الحديث عن تمديد لا اسم له ولا أسباب موجبة ولن تظهر دوافعه إلا في حزيران المقبل فعند منتصف هذا العام يكون رئيس الجمهورية قد أتم ثمانية أشهر من ولاية السنوات الست فيصار إلى تمديد لسنة ونصف السنة لأسباب تقنية في الظاهر سياسية في المضمر والهدف هو أن تجرى الانتخابات النيابية في دورتها اللاحقة خارج عهد ميشال عون بحيث لا يتحكم بمفاصلها والقرارات التي ستليها فهل سيلتفت الرئيس إلى هذه البدعة أم سيبقى على سلاح تفريغ المجلس من مضمونه النيابي كحل أخير؟ وفيما لبنان على خط الامتحان النيابي بدأت ترتسم فوق المنطقة العربية الخليجية عوامل تقريب سياسية تقودها الكويت وسلطنة عمان الدولتان اللتان تحوزان سجلا ذهبيا في المصالحات العربية العربية وصناعة العجائب النووية ذات الأغراض السلمية فبعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لمسقط والكويت برزت زيارة لافتة لأمير الكويت لسلطنة عمان لدفع الحوار الخليجي الإيراني قدما ومحاولة أداء دور في إنهاء حرب اليمن وتنطلق دولتا الوساطة من تاريخ ماهر على صعيد بناء الجسور إذ تدخلت الكويت سابقا على سقف العلاقات الخليجية منذ عام ألفين وثلاثة حتى عام ألفين وأربعة عشر وتمكنت من إعادة العلاقات الى طبيعتها بعد أزمة سحب السفراء بين السعودية والبحرين والإمارات مع قطر على خليفة دعم الدوحة للأخوان أما السلطنة فقابوسها يقبع على تفاهمات نووية رفيعة ساهمت في دخول إيران النادي النووي السلمي بتفاوض دولي. ومن المؤشرات الإيجابية للحراك الكويتي العماني أن أول وفد إيراني سيزور السعودية يوم الخميس المقبل بدعوة من الرياض للتفاهم على الزيارات الإيرانية في موسم الحج القادم هو حجيج سياسي سيطوف حول الأزْمة لرجم الشيطان الذي دخل العلاقات المتوترة لكن الخوف سيبقى من أي عامل أسرائيلي يدخل لدعم الشيطانين في قلب التفاصيل فيقلب المعادلة ويعيد التوتر الى سابق عهده لاسيما وان اسرائيل بدأت تتلمس الخوف منذ تهديدها نوويا وتضع يدها على رؤوسها النووية من مفاعل ديمونا الى مخازن الامونيا التي احترقت شاحناتها في جنوبي حيفا بحادث عادي لكن بدعاء من السيد حسن نصرالله.