قبل أن يُعيدَنا بيني غانتس ثمانينَ سنةً الى الوراء عايدَه حِزبُ الله بدوريةٍ مِنَ الأمام إحتَفظَ له بالخروق راكمَها منَ الاعتداءِ على الجيش إلى خطفِ الرُّعيان إلى التوغّلِ وسرِقةِ المياه وصولاً إلى التجسّس وزرعِ آلياتِه على الأراضي اللبنانية جمّعَ له كلَّ هذهِ الاستفزازاتِ وعبّأها في عُبوةٍ ناسفةٍ وأتبعَها بتَبَنٍّ هو الأولُ منذ عمليةِ اللبونة في آبَ أغسطس من العامِ الماضي الهدفُ الإسرائيليُّ ضُربَ في مِنطقةٍ خارجةٍ عن الخطِّ الأزرقِ ونطاقِ عملِ القرار الفٍ وسبعِ مئةٍ وواحد وقد اصطادته المقاومةُ على ترابٍ لبنانيٍّ محتل لكنْ أيُّ رسالةٍ أراد حزبُ الله إبلاغَها المعنيين فبعدما سيطرت جبهةُ النصرةِ على القنيطرة السورية وأصبحت “مطلة” إرهابياً على كلِّ المِنطقةِ الممتدةِ مِن سفوحِ جبلِ الشيخ الى وادي جنعم أصبحت إسرائيلُ لاعبَ خطِّ الوسَط. تسهّلُ عملَ المجموعاتِ المسلحةِ هناك تحرّكُها بعدما أشرفت على تدريبِها والنصرة لن تستطيعَ أن ترفعَ علماً ولا رأساً من دونِ موافقةِ إسرائيل التي لم تكن تمرّرُ عبورَ راعٍ بمواشيه من مزارعِ شبعا وتُقدمُ على اختطافِه والتحقيقِ معَ بقراتِه فكيف ارتضَت بوجودِ كلِّ هذه المجموعاتِ الإرهابيةِ على مرتفعاتِ القنطيرة من دون أن تكونَ تحتَ جَناحِها الأمني حزبُ الله يفهمُ عدوَّه وعدوُّه يُتقنُ لغةَ الحربِ والأساليبَ التي يَقودُ فيها الحرب وبما حدَثَ اليومَ فإنّ الطرفينَ يُدركانِ حدودَ الاشتباكِ وأنه أقربُ الى الرسالةِ منه إلى نشوبِ الحرب فالحزبُ فجّر ضمنَ مِنطقةٍ لا تعترفُ الدولةُ اللبنانيةُ بأنّها خطٌّ أزرق وأنّها مناطقُ لبنانيةٌ محتلةٌ من قبل إسرائيل ولا يَسري عليها قرارُ مجلسِ الأمن لكنّ قواتِ اليونيفيل التي فتَحت تحقيقاً في التفجيرِ أعلنت أنّه يشكّلُ انتهاكاً للقرارِ الفٍ وسبعِ مئةٍ وواحد ومن رسائلِ عمليةِ اليوم أنّ المقاومة ما زالت على قيدِ السلاح وأنّ التذكيرَ ينفعُ بوجودِ أراضٍ لبنانيةٍ لا تزالُ خاضعةً للاحتلالِ مِن مزارعِ شبعا الى تلال كفرشوبا ولا تزالُ شرعيةُ مقاومةِ هذا الاحتلال قائمةً وبكلِّ الوسائلِ المتاحة وانخراطُ حِزبِ الله في الحربِ السوريةِ وعندَ الحدودِ اللبنانيةِ معَ سوريا لم يؤدِ الى تقاعد المقاومة في الجنوب ولكل مقال رجال.