Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 7/2/2015

قبل أربعِ سَنواتٍ كانَ الحَراكُ في دولٍ عربية يُسمَّى ثورة أمَا وقد فعلَها الحَوثيون في اليمن اليومَ فهي انقلابٌ على الحُكم ما يَستدعي من دولِ مجلسِ التعاون الخليجي قرعَ طبولِ الإنذارات وسحبَ السفراء.

ما يحدثُ في اليمن تعدّدت تسمياتُه لكنّ الثابتَ فيه أنه سيدفعُ نحوَ خريطةٍ سياسيةٍ جديدةٍ تُصبحُ فيها إيرانُ لاعباً أقوى مبلّلاً بمياهِ البحرِ الأحمر، ووكيلاً شرعياً على بابِ المَندَب، وجارًا للقواعدِ الأميركيةِ في الجزيرةِ العربية.

الحوثيون أعلنوا دُستورَهم وزعيمُهم عبد الملك الحوثي مدَّ اليدَ اليومَ للشراكة السياسية معَ خصومِه، وبدا أنّ أياديَ الأطرافِ الداخليةِ لن ترفُضَ المصافحةَ باستثناءِ التجمّعِ اليمنيِّ للإصلاحِ أو الإخوانِ المُتعاقدينَ معَ الخراب أينما حلُّوا.

وأبعدُ مِن الداخلِ ومِن مجلسِ التعاون الخليجيِّ الرافضِ للانقلاب فإن أردت أن تعرفَ ماذا سيَجري في اليمن إبحث عن الرأيِ الأميركي، فواشطن تؤدّي اليومَ دوراً مارستْه مع ثورةِ مِصرَ الأولى حين وقفَت تراقبُ الملايينَ المتدافعةَ إلى ميدانِ التحرير، وراحت تبني مواقفَها على آخرِ أسعارِ السوقِ الشعبية لكي تبيعَ على أساسِه وتشتري، تدعمُ حسني مبارك أو ترفُسُ حكمَه بما حمل، تكرّرُ الإدارةُ الأميركيةُ الآنَ الميزانَ السياسيَّ عينَه في اليمن فهي لن يَعنيها صراخُ دولِ مجلسِ التعاون وبإمكانِها إخمادُ أصواتِهم متى أرادت.

وبالإمكانِ ملاحظةُ أنّ الأميركيّ لم ينزلْ بصواريخِ مواقفِه الثقيلةِ حِيالِ أحداثِ اليوم ولا السادةُ الكبارُ أدلَوا بدلوِهم، غيرَ أنّ ما صَدر عن موظفي الخارجية يَشي بأن أميركا في عالمٍ آخرَ تَنظرُ فيه إلى خطرِ القاعدةِ في اليمن، وقالت المتحدّثُ باسمِ الخارجية ماري هارف إنّ الوضعَ مُعقّدٌ ومائعٌ للغايةِ على الأرض، وإذ رفَضتِ استيلاءَ الحوثيين على الحُكم استدركت قائلةً إنهم يقاتلون إيضاً إرهابيي القاعدةِ هناك، فمَن المائعُ إذن، ومَن يُسنِدْ إلى أنصارِ اللِه في اليمنِ أدواراً ومُهماتٍ عَجَزَ العالمُ عن تنفيذِها.

الولاياتُ المتحدةُ تلعبُ بورقتينِ هما: إستخدامُ الحوثيين لضربِ القاعدة، ومحاباةُ إيران في مِلفِّ التفاوض. أما طهرانُ فقد أصبحت أقوى وتديرُ اللعبةَ بشروطٍ جديدةٍ تُصبحُ فيها بموقعِ النِّدِّ للنِّدِّ في سائرِ المِلفات.

تركيا تخسرُ وتَسحبُ رعاياها، ودولُ مجلسِ التعاونِ تُعلّي سقفَ البيانات لكنّها مضطرةٌ إلى التعاملِ مع الواقعِ كما رُسم فأين لبنانُ مِن كلِّ ما يَجري لا شكَّ في أنه عائمٌ على سوقِ سمَك مترنحٌ تحت غاراتٍ غذائيةٍ يَشُنُّها وزيرُ الصِّحة وائل أبو فاعور تأخذُه الملاحمُ الصِّحيةُ بما يَكفُلُ نسيانَه الملحمةَ الوطنيةَ في رئاسةِ الجُمهورية الموفدون إليه سمك بلا حسك ولم يبقَ أمام الفرنسي جان فرانسوا جيرو سِوى التضرّعِ في الفاتيكان خلال لقائِه البابا فرنسيس والصلاةِ معه على نيةِ الرئيس معَ إضاءةِ شمعةٍ للمغفورِ لكرسيِّه لأّن انتظارَ التِّرياق مِنَ الخارج لم يعد مجدٍ وليس هناك من مؤشراتِ قيامة معَ صِراعِ القادةِ الموارنة وليس في لبنانَ مِن علائمَ تأخذُه إلى تطبيقِ نموذجِ الحوثيين على ديمقراطيتِه المرهونةِ للتمديد.