IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 27/3/2017

على ضفاف عربي ميت تجاهد حكومات اثنتين وعشرين دولة في إعادة أحياء عظام المصالحات العربية وبعضها رميم ومع بدء فعاليات القمة على مستوى وزراء الخارجية يرتفع علم سوريا الدولة في الشوارع المؤدية الى مقر القمة وصولا إلى قلب القاعة الرئيسة كما أن سوريا في سنوات حربها السبع وبنازحي مأساتها وقتالها المتمدد الى محيطها العربي كل هذا يبقى غير ممثل بفعل قرار متحيز لجامعة عربية ارتأت يوما انتزاع مقعد الأزْمة لكن دولا عربية ستؤيد عودة سوريا الى حضنها العربي وهي اتجاهات لكل من العراق ومصر والجزائر وتونس وعمان من دون توقع إجماع عربي على هذه القضية والمفارقة أن ليبيا التي تتازعها ثلاث حكومات هي الوفاق والانقاذ والحكومة الموقتة تمكنت من حضور القمة بوفد الوفاق الذي يرأسه فايز السراج وأن ترفع علمها على رؤوس الأشهاد فيما مدنها تنتظر السلام مقتولة ومقسمة بين أعداء محليين وخارجيين وإذا كانت القمة ستفند المصالحات فإن أوليتها علاقات مصر والسعودية التي باعدتهما النظرة إلى سوريا و جزيرتان فيما تقف المصالحة القطرية المصرية عند حدود الإخوان وتتجمد المصالحة العراقية الخليجية عند زيارة عادل الجبير لبغداد في انتظار تعميق مفاعيلها علما أن القطريين ما زالوا ينتظرون من العراق بت مصير المخطوفين ومن بين هذه القضايا نجد أن فلسطين أصبحت منسية إلا من بيان بطلقات خلابية لا يرقى إلى مستوى تهديدات دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس أو باتساع رقعة التهويد والاستيطان الذي قطع أوصال الضفة فعلى مرمى حجر من القدس وعلى أرض الضفة الثانية وموطن الفلسطينيين من بوابات الجسر الخشبي بدا الأردن غير مستعد لتثبيت كل ما يعادي اتفاق وادي عربة كما أن الدول العربية ليست في حال جاهزية لمساءلة أميركا على أفعالها بل إن كل المبتغى هو التقرب إلى إدارة ترامب وطلب الود حتى وإن أعادها إلى زمن الجاهلية وقياسا على هذا الواقع العربي المتقلب بين نيران الحرب والخلاف وإعادة رأب الصدع يتضح بالبيان المشهود أن جبران باسيل هو أحد الفرسان العرب الذي تمتع بحذاقة استثنائية أكسبته صيغة عربية تضمن الإجماع حول لبنان ولا يبدو ان باسيل استعمل عقله الانتخابي في الملف اللبناني العربي ولا هو جاءهم بصيغ تستحضر لهم المرارة السياسية ولم يكن بالتالي جبران الثالث الذي يطرح ويقسم الدوائر العربية أكثريا وشبه نسبي بل استخدم عقلا احتياطيا قاده الى انتزاع بيان ترفع فيه الدول الخليجية تحفظها عن لبنان.