IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 4/6/2017

ثماني دقائق على تكات “بيغ بن”، كانت كفيلة بإيقاظ الرعب النائم عند جسر لندن. ثلاثة إرهابيين مدججين بالتطرف، مزنرين بأحزمة ناسفة خلبية، نفذوا غزوة الدهس أولا، هتفوا في سبيل الله وأعملوا سواطيرهم ذبحا، فأردوا سبعة وأصابوا ثمانية وأربعين.

هي الجولة الثالثة من إرهاب متفلت من عقاله، عاشته بريطانيا في غضون ثلاثة أشهر، بعدما نبتت إمارة ل”داعش” في ظلال المملكة المتحدة، رعاياها يقدرون بثلاثة وعشرين ألف خارج على الدين والشريعة، خمسمئة منهم صنفوا في خانة “خطر جدا” كانوا الخميرة الطيعة للاستخبارات الانكليزية وسواها، قولبتهم على أفكار التطرف، حقنتهم بسموم التكفير وأطلقتهم في أرض الجهاد، من أفغانستان بن لادن إلى العراق فسوريا وليبيا ومصر، وإلى الدول المفروزة آنفا، ضمت شيراز والفيليبين وأندونيسا وصولا إلى الصومال، حتى ما عادت أي بقعة على الأرض بمنأى عن إرهابهم الأسود.

خمسمئة متطرف صنعوا صناعة يدوية، وشكلوا فخر الصناعة الإنكليزية، باعتراف وزير الخارجية السابق وليام هيغ. وسيء الذكر قاد دبلوماسية عدم إدارة الظهر لما يجري في منطقة الشرق الأوسط، ونال رتبة انغماسي في رعاية الإرهابيين يوم قال نحن وبعض الدول الأوروبية رعيناهم وأرسلناهم إلى الجهاد، وإذا ما عادوا فسيشكلون الخطر الأكبر علينا.

اليوم عادوا وتحولوا قنابل موقوتة في الدول التي تخرجوا من معاهدها، وعلى أراضيها يقدمون الامتحانات التطبيقية، في وقت تستعد فيه المملكة لامتحان الانتخابات التشريعية يوم الخميس المقبل، مع إصرار رئيسة الوزراء تيريزا ماي على إجرائها في موعدها، على أن تعاود الحملات الانتخابية انطلاقتها غدا.

بريطانيا عضت على جرح الارهاب، وفوق الدماء على الإسفلت تستعد للانتخاب. وفي لبنان هدأت عاصفة القوانين، فبعد خلوات بعبدا، ارتفع منسوب التفاؤل في أحد العنصرة، والقانون العتيد يسير الهوينا نحو السرايا، حيث ستحضر شياطين التفاصيل في جلسة الأربعاء الحكومية، قبل أن يكمل القانون خط سيره باتجاه ساحة النجمة ويصل إليها بالبريد المضمون. هذا إذا ما أفرطنا في التفاؤل، وقطعت النسبية ودوائرها الخمس عشرة العتبات غير المقدسة.

وقبيل الأربعاء الكبير، لم يهدأ الحراك السياسي. إذ أعلن نائب “القوات” جورج عدوان أن هذا المساء سيشهد اجتماعين هامين، لجوجلة الاتصالات سعيا لأن يكون كل شيء جاهزا قبل موعده. أما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فتتبع آثار شامل روكز، وفي مسير على الأقدام من كفرذبيان إلى حراجل، أفرغ “العديل” ما في جعبته لأهل الجرود، فأضاف إلى الصوت التفضيلي الصوتين العسكري والاغترابي، وقال قانون الانتخاب يحتاج إلى إصلاحات ولا أحد يضغط علينا بالوقت. وعليه فعامل الوقت لم يعد ضاغطا، والقانون “اللي عند أهلو ع مهلو”.