على فوهة بركان الخليج استهدفت إيران ونقلت المعركة إلى داخلها في عمليتين إرهابيتن هزت إحداهما قائد الثورة الأولى في ضريحه. فبهجومين متزامنين وبزي النسوة تسلل الإرهاب إلى أروقة البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني في طهران والحصيلة أثنتا عشرة ضحية ومقتل المهاجمين وفيما تبنى تنظيم داعش هذين الاعتدائين اختارت طهران أن ترد عبر الحرس الثوري الذي توعد بالانتقام واتهم السعودية من دون تردد إذ أعلن نائب رئيس الحرس الثوري، العميد حسين سلامي أن بلاده ستنتقم من الإرهابيين وشركائهم وداعميهم. اليوم الإيراني المتفجر وقع على خطوط إستواء مع أزمة الخليج التي بحثها في دبي أمير الكويت بعد محادثات أجراها في السعودية. وفي ارتدادات الأزمة أعلنت جيبوتي وجرز القمر وهما دولتان عربيتان قطع العلاقات بقطر فيما فرضت السعودية والإمارات عقوبات وغرامات مالية على كل من يبدي تعاطفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع الدولة القطرية.
لبنان تأثر نفسيا بالأزمة الخليجية فانعكس الانهيار على البورصة الانتخابية واهتز قانون الانتخاب لكنه لم يقع. وعلى حافة السقوط عادت المواقف والشروط، وتوجس المتفاوضون شرا من النسبية ونتائجها على مقاعدهم. وكطاعون ضرب الخلاف كل بنود القانون فتوسع الصوت التفضيلي من القضاء إلى الدائرة وجرى تطييفه بنسبة أربعين في المئة وأزيحت العتبة الانتخابية وأضيفت شروط هي بمثابة الملحق على القانون تتعلق بتفاهمات مبرمة مسبقا حول اقتراع المغتربين وهيئة الإشراف والبطاقة الانتخابية وأصوات العسكريين وبلغ الخلاف عتبة تسمية القانون فماذا سنطلق على المولود الجديد: عدوان؟ أم جبران؟ وبحسب استفتاء السياسيين أنفسهم فإن الجميع يشترك في شروط العرقلة وكل يبدي عتبه على الآخر فالرئيس نبيه بري كان قد وافق على الصوت التأهيلي في القضاء ثم عاد وطالب به على الدائرة لأن حسابات النسبية قد تجعل من النائب علي خريس زعيما بأكثرية الأصوات متفوقا على رئيس المجلس.
اما التيار الوطني فقد حشد لما بعد الانتخابات في محاولة لإكتساب تصويت المغتربين ومجلس الشيوخ وإصلاحات فؤاد بطرس لكن مصدرا في القوات اعتبر ان ما طرحه جبران باسيل في إجتماع بيت الوسط لا يبشر بالتوافق السريع على القانون لا سيما لناحية طائفية الصوت التفضيلي. على هذه الحال لا جلسة لمجلس الوزراء في الأفق وجلسة الثاني عشر من حزيران مهددة بالتبخر وقانون الستين عاد يلوح بسيفه إلا إذا سمع الله دعوات وصلوات الرئيس سعد الحريري خلال أدائه مناسك العمرة حيث توجه الى السعودية اليوم على أمل ألا يعود وقد انقضت مهلة العشرين من حزيران وعندئذ: يطعموا الحجة والناس راجعة.