اختار سعد الحريري فجره عند منتصف نهار جردي عرسالي، فزار الجبهة وجنودها وعاين محاورها مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وتفقد المواقع المحررة وتشارك لقمة الخبز مع العسكريين المرابضين على حدود من نار، قبل ان ينتقل الى عرسال ويعد اهلها بمشاريع انمائية تفيهم زمن الحصار، ونهار رئيس الحكومة على الجبهة وعرسال كان ثمرة المعركة التي شارفت على نهايتها وما كانت لتنجز لولا القرار السياسي المشترك المتخذ بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.
وبجبهة خلفية مفتوحة لا تزال تطارد الارهابيين بسواعد الجهاديين من حزب الله وبالتنسيق مع الجيش السوري، وعلى هذه الجبهة يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء غد الخميس ليعلن اخر مستجدات المعركة، لاسيما ان نهاية معركة الجيش اللبناني ستشكل بداية جديدة لحزب الله بعد ان يجري تجميع الارهاب في نقطة اول الحدود السورية اللبنانية، وهناك لن يجد تنظيم داعش سوى البيئة الحاضنة، لكن على الاتجاه المعاكس، لان الحضن سيكون بالنار
وبتسطير النهايات على الجهة اللبنانية تعود المعارك الى الداخل في ملفات تستلزم العناية المشددة وتحديدا في تلزيم الكهرباء لشركة يحوم دفتر الشروط حولها وحدها، فمجلس الوزراء الذي قرر الاسبوع الماضي الغاء مناقصة البواخر وكلف وزارة الطاقة اعداد دفتر شروط جديد يعاود بحث الملف غدا عالبرود في المقر الصيفي في بيت الدين، لكن فيأ قصر الامراء لن يطفئ نار النقاش في ظل ملاحظات على المهل غير القانونية وغير الواقعية، اذ ان من الصعب اعداد عرض الا لمن ادرك مسبقا ما هو المطلوب خلال 15 يوما بحيث سيتعذر على الشركات اصدار تأمين مؤقت او زيارة مواقع العمل او تصديق المستندات من الخارج واعداد دراسة لتحليل وتحديد التكاليف، فضلا عن مخالفات سجلت لناحية قانون المحاسبة العمومية ووضع مدة غير كافية لتسجل ادارة المناقصات ملاحظاتها، اما في دفتر الشروط فهو مفصل على قياس شركة كاريدينيز، اذ ان مهلة الاشهر الثلاثة غير كافية ومن شأنها ان تلغي المنافسة، وفي الحصيلة نحن امام اتفاق رضائي مقنع يفرضه مجلس الوزراء على ادارة المناقصات ويصادر صلاحياتها، فهل يعي الوزراء هذا الخطر؟ ام تجرفهم نسمات الصيف مع التيار؟ وعلى جدول الاعمال قضايا اخرى بمفعول رجعي.
يلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط هذا المساء وهو اللقاء الاول بين الطرفين منذ اندلاع الخلاف السياسي على موائد رمضان بعد اتهام جنبلاط لتيار المستقبل بالسمسرة والسرقة.