IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 28/10/2017

أول الغيث مرسوم أذاب الجليد السياسي المتراكم على خط بيروت- دمشق، ورفع منسوب التمثيل من رتبة قنصل إلى مرتبة سفير. صحيح أن لبنان غرق اليوم كالعادة في شبر شتوة، إلا أن توقيع رئيسي الجمهورية والحكومة على تعيين سفير في سوريا، عوم ما أغرقته الأزمة السورية على مدى أعوامها، نأت حكومة الحريري عن التنسيق المباشر مع نظيرتها السورية لكن سعد انتدب سعد للمهمة.

موسم عودة العلاقات الدبلوماسية على مستوى سفير “بشرة خير”، قد تفتح باب التنسيق لإعادة همزة الوصل المقطوعة، في الشكل، وإن كانت الخطوة طبيعية إلا أن الظرف السياسي أكسبها بعد تفسير، تزامنت وخطا موازيا قصد فيه النائب سامي الجميل بيت القصيد الروسي، طالبا إليه أداء دور الوسيط في حل أزمة النزوح.

على طريق الشام بالاتجاه المعاكس نحو الشوف، زحمة زوار كل منهم يحمل بيده حجرا لتدعيم مصالحة الجبل التاريخية، وإن كان ذلك من بوابة التحضيرات الانتخابية، وللغاية كان لقاء “قواتي”- “اشتراكي” استبق زيارة رئيس “التيار الوطني”.

على أرض الوطن نفسه، ثمة أراض تسحب من تحت أقدام أبنائها، وعلى قاعدة “المشاع السايب بعلم قوى الأمر الواقع الحرام”، ملايين الأمتار المربعة من مشاعات الجنوب التي رويت بدماء أبنائه ذات احتلالين، تمت سرقتها وتحويلها إلى أملاك خاصة، ومن لم يذعن بالترغيب فبالترهيب. أما المتورطون في سرقة المشاعات، فحدث ولا حرج من مساحين إلى مخاتير ونافذين ومحظيين ومحميين من هذا الفريق السياسي أو ذاك. “الجديد” ستفتح الليلة ملفا بحجم الوطن، تبدأه من الجنوب ليشمل كل لبنان، كل قطعة أرض فيه اقتطعت من الأملاك العامة بالتعدي واستملكت بغير وجه قانون، وبغطاء من قوى الأمر الواقع.

“الجديد” ستفضح سارقي البر، فماذا عن سارقي الهواء؟، ماذا عن قراصنة الكابلات الذين قطعوا بثها عن الأرض والفضاء بأمر سياسي من القرصان الأكبر؟. بالأمس طالعنا وزير الإعلام ملحم رياشي بمؤتمر صحافي عن حماية الإبداع الإعلامي من القرصنة، وفات إبداع الوزير الوصي على المؤسسات الإعلامية، أن محطة “الجديد” ومنذ ستة أشهر محجوبة بأمر من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبتواطؤ من أصحاب الكايبل الراغبين منهم في قرصنة المحطات اللبنانية التي تدر عليهم ملايين الدولارات المسلوبة من حقوق المحطات.

على أي حماية إبداع إعلامي ضرب الرياشي موعدا في السرايا الأسبوع المقبل، ومحطة “الجديد” وقبلها ال”أو تي في” و”المستقبل” وال”أل بي سي” كتمت صورتها والصوت عن المشاهدين؟، وها هي “الجديد” تدخل شهرها السادس مقطوعة بضغط سياسي بات أشهر من علم على عين تينة. وقبل حماية الإبداع ووقف هجرة الأدمغة وهروب المعلنين، وقبل تشبه ملحم رياشي بنابليون بونابرت، فالمستحيل في فرنسا وقع في لبنان وقطع بث “الجديد” شاهد عيان.