روما من فوق هي نفسها بيروت من تحت . وهو الرئيس الذي يسافر ويدلي بالموقف الواحد ولا يضع الحق عالطليان ميشال عون بكلام يقتنع به هنا ويجاهر بقوله هناك حيث لا تبدل العواصم آراءه ولا تحرفها ولا تحيلها إلى ظروفها ولا يشي على غيره أو يؤلب على حليف وعلى الصحف الإيطالية دون بالتزامن مع وصوله إلى روما أن حزب الله يشكل مقاومة شعبية وأن اللبنانيين يعتبرونه قوة دفاع لا حزبا إرهابيا فمقاتلوه حاربوا تنظيم داعش الإرهابي وعندما تنتهي الحرب على الإرهاب، سيعودون إلى البلاد واختصارا للانتظار حسم عون بأن سعد الحريري سيستمر في قيادة الحكومة والأزمة أصبحت وراءنا لكن الأزمة كانت على صفحة جريدة “لا ستامبا” الإيطالية التي أشارت إلى أن رئيس الجمهورية أدار بحنكة عسكرية إحدى أصعب الأزمات منذ قرابة عقد من الزمن، وتمثلت في “احتجاز” الرئيس الحريري في الرياض، ولفتت إلى أن الأمر أتى على خلفية أزْمة أكبر تصاعدت بين المملكة العربية السعودية وإيران. وإذا كانت مكة أدرى بطهرانها فإن تبعات أزمة الاحتجاز باتت على مستوى “تيارين” ومعراب إذ أعادت مصادر التيار الوطني الحر تأكيدها عمق الأزمة بين المستقبل والتيار الوطني في وجه القوات التي لم تخرج من دائرة الشك لناحية دورها التأسيسي في عملية الحجز الاحتياطي. وتقول مصادر التيار إن الأمر لم يكن موجها إلى الحريري فحسب بل الى العهد برمته وهذا لن يجري حله هذه المرة بالتراضي. وإذا كانت هذه الاشكالية مضمرة وتغلي همسا فإن الحرب بين جزيئات المستقبل وحزب الله أصبحت على الملأ ومرفقة بملاحق دعم فبعدما ألح وزير الاتصالات جمال الجراح على النائب حسن فضل الله لإبراز مستندات حول تلزيمات أجراها الوزير بمئتي مليون دولار جاءه الغيث من أوسع أبوابه وقدم له فضل الله مستندات تظهر تلزيم الجراح شركتي الخلوي عقدين بقيمة مئة وخمسة وأربعين مليون دولار، وقد سجلا بمفعول رجعي وأرفق فضل الله وقائعه بسطرين اثنين: نحن لا نستهدف أحدا لا شخصيا ولا سياسيا وقد احتكمنا إلى القضاء وتؤشر بضع هذه الكلمات الى وزير يعيش فوق القانون ويتهرب من السؤال القضائي لكن الأهم أن كلام فضل الله لم يدخل المغارة السياسية التي ترافقت والأزمة الحكومية حيث كان للجراح دور بطولة لا بد أن يأتي على ذكره التاريخ الأزرق لكن الوقت هو للملمة الجراح حاليا ولعودة الحكومة الى العمل وهو ما بدا في ايجابية كررها الرئيس سعد الحريري هذا المساء خلال زيارته مسجد محمد الأمين بوسط بيروت في ذكرى المولد النبوي الشريف