لا تجوز عبارات الشكر على إسرائيل لكنها استحقتها اليوم من على عمق ألوف الامتار تحت البحر فالبلوك التاسع الذي نسبته إليها جمع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في بلوك سياسي واحد وفرض وقف الطلاق مع التيار غاز لبنان الذي يحرق الخلافات الداخلية أنهى معركة حرق الدواليب وجرى رفع الانقاض السياسية في خلال اتصال بادر إليه رئيس الجمهورية باتجاه رئيس المجلس وبحضور هيئة الطوارئ والإسعاف الحكومية سعد الحريري وما سرع في عودة الحرارة إلى الخطوط الرئاسية هو ظهور البلطجي الأول المتمثل في إسرائيل التي تعتزم إنشاء الجدار الأسمنتي مع لبنان وتمضي قدما في وضع اليد على البلوك التاسع وهذه المخاوف حملها الرئيس الحريري الى بعبدا لتنسيق المواجهة مجتمعين على عدو واحد وبعبارات على الميزان لرئيس الحكومة قال: كرامة رئيس مجلس النواب نبيه بري من كرامتي ومن كرامة فخامة الرئيس وكرامة اللبنانيين وهذا الكلام نابع مني ومن الرئيس عون وفي خلال المحادثة الهاتفية اتفق عون وبري على اجتماع سيعقد يوم الثلاثاء المقبل لإعداد وتنسيق المواجهة التي سيكون الحريري طرفها الثالث وهو بذلك يكون قد اضطلع بدور الإطفائي السياسي الذي غلب الخطر الأكبر على بضع حروب صغيرة داخل الوطن ونظر إلى عمق الماء من دون الوقوف عند شياطين الأرض وبالثلاثة سيعد لبنان خريطة إثبات الحق في الثروة المائية وعند الحدود الجنوبية لكن تهديدات إسرائيل وفي عمقها الابعد كانت تستهدف التجمع الروسي الفرنسي الإيطالي لا لبنان فحسْب فالثلاثية الدولية لم تكن لتدخل في المناقصة لولا حصولها على ضمانات من الأمم المتحدة وتأكدها من ملكية لبنان لبلوكات النفط والغاز ما حرك إسرائيل على تهديد الدول المشغلة للحقل التاسع والى الحقل الأفريقي طار وزير الخارجية جبران باسيل اليوم مخترقا الحصار الجوي الذي فرضه أنصار الرئيس بري على محيط المطار وبوصوله الى ابيدجان وعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية يكون باسيل قد اخترق الحصار الجوي والبري معا وانتهت بذلك معركة الأيام الثلاثة حيث كان آخر فصولها في منطقة الحدث بالأمس ويبدو أن الجميع استجاب للهدنة التي ستتحول الى تهدئة رعتها حركة أمل ببيان وقف كل أشكال التحرك لكن إشارة أمل الى أنصارها بالخروج من الشارع تؤكد الإذن الرسمي بنزولهم الى هذا الشارع لاسيما أن الرئيس نبيه بري كان تحدث في اليوم عن تحرك سلمي جاء الامر بالنزول فلبوا النداء ولما خرجت الامور عن السيطرة حط الامر الثاني بالتراجع وهذا يؤكد أن كل بيانات النفي لحركة أمل عن مؤيدين لها تعدوا على الممتلكات لم تيكن مطابقة للحقيقة اليوم انتهت الازمة بدخول اسرائيل عاملا مهددا للأرض والمياه وبملامسة الحراك الحركي خطوط التماس اللبنانية وبدء ظهور السلاح في منطقة تعيش على وقع حدث.