عند التقاء العقربين منتصف الليل تقفل بوابة الداخلية على آخر اللوائح الانتخابية وإذا كان تشكيل اللوائح وإعلانها قد مرا بردا وسلاما فإن الجديد تلقت عقصة من حيث لا تدري. فالجديد غير مرغوب فيها في وزراة الداخلية بقرار من الوزير نهاد المشنوق أبلغته المديرة العامة لمراسلة الجديد. المديرة قررت على لسان الوزير. الوزير نفى علمه بالأمر ومع تقاذف المسؤولية بين رؤوس الداخلية تبين أن محمد بركات أحد المستشارين اتخذ صفة الهجوم احتجاجا على حبر أهدرت عليه الملايين لزوم القرطاسية الانتخابية وتناولته الجديد في أحد التقارير الإخبارية. في المشهد وقبل انتصاف الليل خرج من “القلة” كثير من “الكرامة” فمن حيث وقف الرشيد راسما أحلام التغيير نحو دولة القانون والمؤسسات ومن حيث قبض “العمر” على الجمر مطلقا شعاره التاريخي”الكرامة أغلى من المال” وقف الفيصل بين أيادي أهل طرابلس الذين أتوه من حارات “الغلابة” لا من بونات البنزين ولا المال السياسي ولا السلطة جاؤوا كثرا أملا بالخلاص و” يحلوا عن سمانا الزرقا” بحسب تعبير فيصل كرامي الذي أضاف إنه وأفراد اللائحة سيكونون نواب “النق” والصوت العالي والمشاكسات والازعاج. وقال كرامي إن الدولة مفلسة ومنهارة وما نحتاج اليه مبادرة إنقاذية وعاجلة لا خرزة زرقاء ولا نضوة حمراء وأشار كرامي إلى أنهم يريدون أن يعيشوا وجعنا وهم لا يعرفون سعر ربطة الخبز وختم بالقول أرشح نفسي لأكون صوتكم الفيصل بين مرجعية المدينة والتبعية إلى الخارج بين قرارات طرابلس والقرارات المستوردة.
وإذا كان لبنان قد قطع نصف الشوط نحو التصفيات النهائية في السادس من أيار فإن آذار الغوطة وعفرين انتهى بالتعادل على ملعب الكبار وبما يشبه التقاسم لا التقسيم بدا واضحا أن ملامح صفقة كبيرة ارتسمت على خط إنهاء ملف الغوطة الشرقية لحماية العاصمة دمشق بالتزامن مع سيطرة تركيا الكاملة على عفرين في إطار عملية غصن الزيتون. واللافت أن إحكام الجيش التركي قبضته الكاملة على عفرين في ظل صمت روسي، في مقابل إحكام الجيش السوري سيطرته على الغوطة الشرقية في ظل تسهيل تركي غير معلن، ورضى أميركي مستتر، يعكسان ما يتردد عن صفقة كبيرة، وما يمكن أن ينتج عنها من اتفاقيات قد تبصر النور قريبا.