ساهم حشد اللوائح في الاحتباس الحراري وفي انتشار مناخ محتدم في الطقس السياسي وإذا كانت معدلات الحرارة إلى ارتفاع فإن المعادلات الانتخابية إلى مزيد من التعبئة قبل الاثنين المهلة الأخيرة لتسجيل اللوائح ومن شعارات التعبئة استحضار السابع من أيار لتذكير أهل بيروت بيوم يستفز مدينتهم واستخدامه سلاحا رادعا في بيروت الثانية إذ قال الرئيس سعد الحريري في خلال إعلانه لائحة المستقبل إن أي صوت يبقى في بيته سوف يذهب إلى حزب الله وأي اقتراع للائحة الأخرى سيصب في مصلحة حزب الله ودعا الحريري البيروتيين إلى الرد على السابع من أيار في السابع من أيار لكن الحرب الانتخابية على الحزب سيكون مسرحها بعْلبك الهرمل التي يوازي مقعد واحد منها .. مئة وسبعة وعشرين مقعدا وفق ما أعلن المستقبل والمرشح بعينه جميل السيد رد اليوم على معادلة المقاعد فأعلن أن دماء الرئيس رفيق الحريري لم تكن كافية لهم لتجريد المقاومة من سلاحها فأتوا بإسرائيل لاستكمال هذا الدور.
ومن العجائب الانتخابية تكريس تفاهم سياسي اليوم بين رئيس التيار الوطني الوزير جبران باسيل ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وإعلان باسيل أن الأهم لنا هو التفاهم السياسي لمرحلة ما بعد الانتخابات وهذا سيفتح على بوابتين هما: تأييد على مرشح الرئاسة.. والانسجام على المواقف نفسها والسباحة ضمن التيار في وجهة النظر من سلاح حزب الله وفي الوقت نفسه سيساعد الحزب في ضخ العوامل الايجابية من القضايا المحلية بعدما أعلن الأمين العام السيد حسن نصرالله عزمه على محاربة الفساد وهي خطوة على طريق بناء الدولة ونهوضها وتحررها من فك الفاسدين الأقربين قبل الأبعدين. وستساهم هذه النقلة في رفع غطاء حزب الله عن حلفائه لأن المقاومة والفساد خطان لا يلتقيان ولكون قاعدة حزب الله ضاقت ذرعا بتورم جيوب الفاسدين وحرب نصرالله هذه ستكون الاولى من نوعها في الداخل بعد حروب عسكرية كانت تتوج دائما بالنصر على العدو.
وخطوة نصرالله هذه أسست لها تجربة نوعية للنائب حسن فضل الله الذي لم يهدرْ وقت التمديد النيابي وقدم نموذجا منتجا في ملاحقة ملفات الفساد سواء في الجلسات العامة لمجلس النواب أو على طاولة لجنة الإعلام والاتصالات النيابية وإذا كانت الانتخابات مصدر إلهام لملاحقة الفساد فإنها أيضا مصدر التقاء الخصوم أو أولئك الذين باعدت بينهم الظروف السياسية .. وغدا سيعلن التيار الوطني لوائحه في كل لبنان التي تضم خليطا من الأمس والغد فيما وثق فريد هيكل الخازن لدى الكاتب العدل تحالفاته في كسروان جبيل التي شبكت خيوطها مع ” حواصل انتخابية ” على الساحتين الكسروانية والجبيلية بينهم الكتائب وفارس سعيد والجزء الثاني من آل حواط والسيدة التي تخلت عن صمتها جلبيرت زوين قطع الخازن الطريق على العهد.. او انه وقف في دربه تمهيدا للمنازلة الكبرى في ايار من حواصلها الى كسرها الاكبر والاصغر .