IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلاثاء في 15/9/2015

newtv

الحَراكُ يُلاحقُ السلطةَ إلى بيتِ المال.. والسلطةُ تُحاصرُ الحَراكَ بكلِّ ما أُوتيت من لجانٍ ومؤسساتٍ ومجالسَ وغُرف.. وعلى طريقةِ المباغتةِ فتّحت مديريةُ الوارداتِ عيونَها على شبابٍ يَطرُقونَ أبوابَها في خُطوةٍ تَرفُضُ تحويلَ الرواتبِ إلى النوابِ حتّى لا نُكافِئَهم على التمديدِ الثاني وعلى حُسنِ سيرِ البِطالة .  لِما يربو على نهارِ عملٍ  حُوصر مَن حَضَرَ منَ الموظفين داخلَ المديريةِ.. إلى أن جرى إجلاؤُهم عَبرَ السطوحِ بمعاونةٍ أمنية.. وانتهى يومُ المالِ على وعدٍ بحَراكٍ آخرَ يَحمِلُ طابَعَ السرية  لكنّ ما هو علنيٌّ منه سيَضرِبُ مجدّداً على طاولةِ الحوارِ غداً  وسيكونُ على رجالِ الحوارِ توخّي البيضِ والحجرِ أوِ اللجوءُ إلى ممرّاتٍ سريةٍ لتجنيبِ المواكبِ رَشَقاتِ المحتجين.. وحتى لا يَجريَ رميُهم بما هم عاجزونَ عن حيازتِه في اتخاذِ القرار .  طاولةُ الحوار المستديرةُ تَلُفُّها السلطةُ حولَ الحَراكِ الشعبي.. وتساعدُها وِزارةُ البيئةِ المعتكفة.. وتؤازِرُها لجنةُ أكرم شهيب.. وتغرّدُ على دربِ التهديدِ لَجنةُ مَروان حمادة البيئية.. وجميعُهم في حلفٍ رِباعيٍّ يهدِفُ إلى ضربِ الشارع الذي أصبحَ زائراً يومياً يشكّلُ إزعاجاً للسلطات  وعلى الرَّغم من تصلّبِ المسؤولينَ وإصرارِ وزيرِ البيئةِ على الاحتفاظِ بكرسِيّهِ الفارغِ مِن أيِّ مسؤوليات.. فإنّ المُضربينَ عن الطعامِ يواصلونَ احتجاجَهم لليومِ الرابعَ عَشَرَ بعدَ فشلِ اللقاءِ في المِنطقةِ المحايدةِ معَ الوزير المشنوق.. لكنّ بعضَ المحيطينَ بالإضرابِ أقدموا اليومَ على خُطوةٍ لا تَخدِمُ رفاقَهم ولا أهدافَ الحَراكِ عندما رمَوا بمستوعباتِ النُفاياتِ في الشوارعِ المحيطةِ بمبنى اللعازرية  على أنّ غضَبَ الناسِ له وجوهٌ متعدّدةٌ وأساليبُ مختلفة.. وثمةَ مَن يقولُ إنها نُفاياتٌ تخلّت عنها وِزارتُها.. فأُعيدت إليها. وعلى جوانبِ نهارِ الوارادات والبيئةِ وساحةِ الشهداءِ كانت البيوتاتُ السياسيةُ تَحكي لكنْ بالفمِ غيرِ الملآن.. مِن مؤتمرِ النائب إبراهيم كَنعان في ساحةِ النجمة.. إلى كلامِ الجنرال في الرابية.. فكُتلةِ المستقبل في بيتِ الوسَط.. قبل أن يُمسِكَ رئيسُ حِزبِ الكتائبِ سامي الجميل بمِلفِّ الأزْمةِ ويَرميَهُ بينَ أيدي القضاء  فالجميل تقدّم بشكوىْ على كلِّ مَن يُظهرُه التحقيق.. وسلّم بحُكمِ القضاء  لكنْ.. القضاءُ مَن سيحاسبُه؟ وهل أجرى رئيسُ حِزبِ الكتائبِ فحوصَ مناعةٍ سياسيةٍ لهذا الجسمِ العدلي؟  شكا الجميل “لخايب الرجا”.. لسلطةٍ قضائيةٍ تُسيّرُ أمورَها على هوى السلطاتِ السياسية فالطريقةُ الأسرعُ اليومَ في تقديمِ البلاغاتِ هي عَبرَ إيصالِها إلى الشارعِ ودعمِ الحَراك.. لا بوضعِها في تَصرّفِ قضاءٍ يَعملُ جُلُّه.. مأمورَ نفوسِ السياسيين.