وكلما أرتفع الخطُر حول السلطة من ناسها كلما وجَدت مرتزقةً تنشرهُم في الشارع لتسميم الحراك وردع تدفِقه وربما الوصول به الى ما هو أخطر فمنذ أربع وعشرين ساعة والتخويفُ يتسلل الى الساحات مصحوباً ببياناتٍ أمنيةٍ مجهولةِ المصدر تحذر من أحدٍ لا يضمنُ أمَنه أحد بعدما توارد الى مسامع السلطة ان المتظاهرين قد يبلغون ساحة النجمة أو الخطَ الاحمر ومن برج حمود الى شركة الكهرباء وصولا الى نقطة الصفر في ساحة الشهداء كان القلبُ على الزناد والتوتُر على مستويات عاليةٍ ومكنَّه من ذلك رفع لافتة تحملُ صوَر عددٍ من الزعماء وتربط أسماءَهم بالفساد فكانت أولى الشرارات التي كادت ان تتمددَ وتتطورَ على نحو مقلق لاسيما وان مجموعةً كانت تنتظر رفعَ اللافتة لتعلن فتوتَها وتدخلَها شرعاً لحماية الزعيم من الاساءة سادت الاجواء الطامحةُ للتخريب وتم الاعتداء بالضرب على من رفعَ الشعار .. الى ان تدخلت القوى الامنية وفرضت سيطرتَها بعد فلتانٍ واستعراض قوة كلُ هذا الرعب المّسبق لم يحُد من عزائمِ المتظاهرين الذين وصولوا بحشد كبير واضاؤا ساحة الشهداء وتركوا وراءَهم سيلا من التهديد والوعيد وتغلبوا على السُم لا بل كانوا مضاداتٍ حيويةً له. ومنذ اولِ المساء ساد جو من الهدوء مع أنتشارٍ كثيف للقوى الامنية التي ضربت طوقاً محكماً حول المكان لكنها لم توقف الا شخصاً واحداً من المجموعات الضاربة المنتشرة وجوهُها عبر الشاشات وقد خاضت القوى الامنية مفاوضاتٍ مع الصفوف الاولى للحشود في محاولة لثنيِها عن التقدم نحو ساحة النجمة وبأمن أكثرَ هدوءاً كان التيار الوطني الحر يجري احتفالَ التسلم والتسليم في القيادة .. من العماد الى جبران باسيل الذي أعلن الحشد نحو قصر الشعب في الحادي عشر من شهر تشرين الاول المقبل وفي الاحتفال وعد من القائد السابق بأن يبقى مناضلا لا يتقاعد الا مع أنتهاء العمر وقال عون : لا يهولون علينا بين الفوضى والرئيس الدمية .. فلتكن الفوضى اذا إستطاعوا وقطع عون وعداً للمناصرين بان يكون لهم رئيس من رحم معاناتهم.