دهاءُ السلطةِ قادَها الى إشغالِ الحَراكِ الشعبيِّ بمِلفاتِ رفاقٍ لهم في السّجون فجنّدتِ الناشطين بحثاً عن ناشطين مِن مَخفرٍ إلى ثُكنةٍ فمحكمةٍ عسكريةٍ ومِن إدّعاءٍ غيابيٍّ إلى توقيفٍ وجاهيّ فتُهمٍ وتركيبِ أفلام محامونَ ومنظّمون وشبابٌ مُتحرّك جميعُهم أصبحوا على بابِ القضاءِ بمختلِفِ أذرُعِه العدليةِ والعسكريةِ بعدما رمَتِ السلطةُ بهذا المِلفِّ إلى جِهازٍ قَضائيٍّ تديرُه الأجهزةُ السياسية فيصبحُ حَمَلاً معَ فريقٍ مِن جُمهوريةِ الجماركِ المحمية ويَنقلِبُ ذئباً على شبابٍ منزوعِ الحمايةِ السياسيةِ ويسدّدُ إليه تُهمةَ: إقلاقِ الراحة في هذهِ التُّهمةِ لا جدال فالقضاءُ على حقّ لأنّ الناشطين أقلقوا راحةَ السلطةِ المتمدّدةِ مرّتين وضعوا الزعماءَ على قلق كأنّ الريحَ المُهتزةَ تحتَهم أزعجوا نومَ دولتِه على سعادتِه على معاليه وتسبّبوا بقرقعةٍ أمامَ منزلِ ” رئيسٍ” يطاردُه النُّعاسُ في القراراتِ ولا يتّخذُها إلا بعدَ استشارةِ المرجِعيات هم حقاً مزعجونَ مقلقون يَجلُبونَ القلقَ للسلطة ولا يَدَعونها تهنأُ بفراغِها وتمديدِها وتقاسمِ “زبالتِها” وانهيارِ مؤسساتِها وتعطيلِ مجلسَيها الحكوميِّ والنيابيّ يستدعونها من عزِّ النوم ومن وصلة رقص ليطالبوا بقضايا يمكنُ تأجيلُها حيث نتعايشُ كالإخوةِ مع النُفايات وتسكنُنا الأمراضُ وتلاحقُ رائحةُ “الزبالةِ” مرضانا إلى المستشفيات وتزورُ طلابَنا في المدارس ويهدّدُ الشتاءُ مياهَ الينابيع فلماذا العجَلة نحن شعبٌ بلا رأس مشاريعُ الناسِ تتعطّلُ في المؤسسات مجلسُ وزراءَ مات سريريا ومجلسُ نوابٍ مُستميتٌ على التمديدِ الثالث لا داعيَ الى تَكرارِ المآسي بتَعدادِها لكنَّ السلطةَ قادرةٌ على أن توصلِكَ إلى شكرِها لأنّها تقاسمت معك الغَلّةَ في التوقيف أَفرجت عن خمسةِ ناشطين واحتَفظت بخمسةٍ آخرين هم منَ المفاصلِ الرئيسةِ المُحرّكةِ لنشاطِ الشارع المناصفةُ ليستِ الحل بل التدقيقُ في المشاهِدِ المتلفزةِ التي استَحصلَت عليها القُوى الأمنيةُ مِن جميعِ مَحطاتِ التلفزةِ وبينَها اليومَ المحامي واصف الحركة مِن مجموعة بدنا نحاسب بحيثُ يظهرُ أنّ الأمنَ لم يكُن متساهلاً واستخدمَ العُنفَ المُفرِطَ تُجاهَ شبابِ الحَراكِ يومَ الخميسِ البرمائيّ ومِن أيامِ بيروتَ المُعَنَّفةِ إلى أيامٍ فِلَسطينيةٍ تَستولدُ الربيعَ الحقيقيَّ مِن موسِمِ الخريف شبابٌ ما دونَ سنِ الرشد أكثرُ رشداً مِن أُمةٍ عربيةٍ مُراهِقة لم يعدْ أمامَهم إلا مواجهةُ عدوِّهم بالأدواتِ الحادّةِ بعدما طعنَهم في وجودِهم وأرضِهم وبيوتِهم المقدسية إسرائيلُ اليومَ على حدِّ السِّكين السلاح الذي أخرج نتيانياهو عن قلقه وأعترف بأن التهديد الذي يواجهه اليوم خطير لكنه لن يهزم إسرائيل بيد أنه سيفعل بدماء أحمد طفل الناصرة المتمدد نازفاً على سكة حديد بالرصاص الذي أخترق جسد فرح إبنة القدس المحتلة بإيادي طرية العود لم يعد أمامها من خيار للدفاع عن نفسها سوى حمل السكاكين بعد أن تم طعن فلسطين من كل العرب.