من جبلِ الشيخ يُطِلُّ الخطَر .. مِن أعالي جبهةٍ تربّعت على المشهدِ السوريِّ اللبنانيِّ الفِلَسطينيِّ المتداخل .. والذي بات يَحتشدُ عندَ مرتفعاتِه ما يربو على اثني عشَرَ ألفَ مقاتلٍ منَ النُّصرة .. تخدِمُهم إسرائيلُ بأعلى التِّقْنياتِ وتَمسَحُ جروحَهم وتعالجُهم في مستشفياتِها قبل أن تَهمِسَ في آذانِهم بأن يتدحرجوا قليلاً الى المدرجاتِ اللبنانية في اليومينِ الماضيين قُتل ما لا يقِلُّ عن سبعةٍ وعِشرينَ عنصراً من قواتِ الدفاعِ الوطنيِّ التابعةِ للنظامِ في هجومٍ نفّذتْه النصرةُ على بيت تيما ذاتِ الغالبيةِ الدُّرزية والواقعةِ على كتِفِ جبلِ الشيخ وإذا كانت حِصتُنا اليومَ هي أحدَ عشَرَ جريحاً مِن المعارضةِ السورية نَزَلوا عَلينا مِن طُرقٍ وَعْرةٍ غيرِ شرعيةٍ تُحاذي شبعا فإنّ هذهِ الخاصِرةَ ستظلُّ نازفةً ومفتوحةً لاسيما بعد إقفال ممرّاتِ الإرهاب من صوبِ الشَّمالِ والشرق.
تطويقُ الإرهابِ لم يحرّك مِلفَّ التفاوض الذي يتأثّرُ بصقيعِ الجرد .. وفي معلوماتِ الجديد أنّ الطرف اللبناني المفاوض ينتظر عودة المبعوث القطري من الدوحة خلال اليومين المقبلين ولدى عودتِه سيتوجّهُ فورًا الى مكانِ الخاطفين ليَحصُلَ منهم على ردٍّ في شأنِ اقتراحاتٍ قدّمها الجانبُ اللبنانيّ وهي تختلِفُ عن الطروحِ الثلاثةِ التي عرضتْها النصرة ولأنّ التفاوض لم يبلُغْ مرحلةَ النقاش مع سوريا فإنّ اللواء عباس ابراهيم لم يطرُقْ بابَ دمشقَ بعد وهو قال للأخبارِ اليوم إنّه أرسلَ معَ الوسيطِ القطريّ رسالةً الى خاطفي العسكريين مُفادُها : لن نفاوضَ في الجثثِ والجُثثُ الثلاثِ التي بينَ أيديكم لا أريدُها كلُّ عسكريٍّ تقتلونه لا أريدُ جثّتَه فتصرّفوا على هذا الأساس لا أفاوضُكم إلا في العسكريينَ الأحياء المَيْتُ أَبقوهُ عندَكم.
وفي الجنودِ غيرِ المسجلين على قائمةِ الخطف .. ويحمِلون صفةَ الفار .. سَلّم الجنديُّ عُمر خالد شمطية نفسَه اليومَ لفَرعِ الاستخباراتِ في الشَّمال بعدما سجّل الشهرَ الماضيَ فيديو يُعلن فيه انضمامَه الى أحدِ التنظيماتِ الإرهابية .
في الإرهابِ القانوني .. تُتابعُ الجديد فتحَ الخِزانةِ الماليةِ للمحكمةِ الدَّولية .. ودورَ لبنان في تحويلِ المبلغِ السنويِّ بطريقةٍ لا يعلمُ بها إلا روؤساءُ الحكومات يبكي الموظّفون على سلسلةٍ وراتبٍ منذ ثلاثِ سنوات .. وتقطعُ الحكومةُ يدَها لتشحذ عليها .. لكنّها فجأةً تَضرِبُ هذه اليدَ على سماعةِ الهاتف وتخابرُ المعنيينَ بأنِ اصرِفوا … هرطقةٌ وتهريب .. وتمويلُ مِن وراءِ ظهرِ الشعب والمؤسسات الرَّقابية وبلا مرورٍ إلزاميٍّ في وزارةِ المال .. خمسُ مئةِ مِليونِ دولار .. والمحكمةُ على الجرّار .. تَشكرُ لنا سنوياً دفعَ رواتبِ القضاةِ والمُوظفين .. وتُطوّلُ عمرَها ليستمرَّ الدّفع .. ولا زالتِ الاموالُ في محكمتِنا عامرة.