غضبُ فِلَسطينَ كان ساطعاً في يومِ الطعنِ والدَّهس.. وعالسكين يا إسرائيل انتفاضةُ السلاحِ الأبيضِ في وجهِ عدوٍّ أسودَ دَفَعت تل أبيب إلى مضاعفةِ سياستِها التدميرية.. فقرّرت هدمَ منازلَ مَن سمّتهم المخرّبين في غضونِ أسبوع.. وشدّدت حِصارَها الضَّفةَ معَ السعيِ لعزلِ بعضِ المناطق لكنّ الهلَعَ الذي أبدتْه دولةُ الاحتلالِ مِن عملياتِ الطعنِ الفِلَسطينيةِ لا يوازي شيئاً أمامَ الرُّعبِ الذي انتابَ إسرائيلَ.. عندما تبلغّت نبأَ اجتماعِ مجلسِ الجامعةِ العربيةِ في القاهرة الذي سوف يُعلِنُ عليها الحربَ ويُقيمُ الحدّ على أنّ الفلسطينيين لم ينتظروا في السابقِ قراراتِ العرب ولن يَفعلوا اليوم.. فهم من أعطى في الثمانينياتِ قيمةً مرصّعةً للحجَر.. وفي الألفينِ تطوّرتِ الحجارةُ واحتكّت بالنار.. وفي عُدواني غزة تعدّلَ الحجرُ إلى صاروخ.. أما أكثرُ هذه الرؤوسِ رُعباً لإسرائيل فهو صواريخُ حَسن نصرالله العابرةُ للمُدُنِ البعيدة.. لتأتيَ سكاكينُ اليوم كي تَغرِزَ الخوفَ وتَدفَعَ المجتمعَ الإسرائيليَّ إلى السيرِ في الشارعِ ويدُه على الخاصرة . فلسطينُ قد تَقتَطِعُ مِن وقتِ الاجتماعِ العربيِّ بضعةَ نقاش ليَنصرِفَ البحثُ إلى حلِّ السوخوي في سوريا.. بعدما أصبحتِ المواقفُ العربيةُ الأميركيةُ والأوروبيةُ شبهَ متقارِبة وإنْ زَعم البعضُ تصريحاتِ إبداءِ القلق.. فهذا لزومُ الهبوطِ الاضطراريِّ أمامَ الرأيِ العامِّ ومخاطبةِ الجُمهور . أبرزُ رِحْلاتِ الهبوطِ هذه كانت على متنِ طائرةِ وزيرِ الخارجيةِ الفرنسي لوران فابيوس.. فمِن حتميةِ عزلِ الأسد ورحيلِه فوراً إلى مطالبتِه بالتمهّلِ وعدمِ التسرّعِ لأنّ فرنسا لا تريدُ حدوثَ فَراغٍ في السلطة.. وحبّذا لو تُقنعُه روسيا بألا يَستخدمَ البراميلَ المتفجرة . البريطانيُّ استبقَ الفرنسيَّ إلى عرين الأسد فأبدى استعدادَه للتعامل بمرونةٍ معَ الرئيسِ السوريّ أما الأوربيون الآخرونَ فقد أقرّوا بدورِه وساروا في اتجاهِ إطلاقِ العمليةِ السياسيةِ بعدما كانوا يطالبونَ بإسقاطِ الأسد بينَ كلِّ تصريحٍ وموقِف والعمليةُ السياسيةُ المقبلةُ على جَناحِ السوخوي الروسيةِ عادت بمُهماتِها إلى المفوّضِ الأمميّ ستيفان ديمستورا الذي بدأ محادثاتٍ في موسكو لتفعيلِ خُطتِه الاولى بوقفِ إطلاقِ النارِ بَدءاً مِن حلب وفي عاصمةِ السوخوي ومعَ التفاعلِ السياسيّ بينَ ديمستورا ولافروف.. أعلن وزيرُ الخارجيةِ الروسية عن تفاهمٍ أميركيٍّ روسيٍّ سُعوديٍّ يَحسِمُ كلَّ ما روّج مِن قلقٍ واهم.