وللعَسكريةِ وجهُ “لطّوف” الذي قرّرَ إخلاءَ سبيلِ ناشطَي الحَراك وارِف سليمان وبيار الحشاش وفسَخَ الأمرَ السياسيَّ الذي ثبّته القاضي رياض أبو غَيدا استنئافاً على تمييزٍ خرَجَ الناشطانِ مِن توقيفٍ سياسيٍّ غلّفتْه السلطةُ بتُهمةِ العنف ومِن خلالِه أقدمت على جُرمِ تحقيرِ القضاءِ وإلزاِمه ارتداءَ ثوبِها المتّسخِ بالنُفايات لكنْ ليس كلُّ القضاءِ يَسيرُ في رَكبِها فمِنهم مَن يعملُ لصيانةِ ما تبقّى من هذا الحِصن غيرِ المنيع ويأتيك في مُقدَّمِهم رئيسُ محكمةِ التمييزِ العسكريةِ القاضي طوني لطّوف الذي أعادَ اليوم الحَراكَ إلى شارعِه مُنهياً أيامَ الحبسِ الاعتباطيّ واعتباطياً تدورُ الرحلةُ السياسيةُ على وقْعِ أزْمةِ النُفايات والمُعطياتُ التي تجمّعت سياسياً تؤكّدُ أن الحكومةَ برمتِها على شفيرِ مَطمر إما يَرفعُها إلى رُتبةِ الانتشال مِن مأزِقِها وإما يَطمُرُها مِن دونِ تفكيرٍ في لعوادمِ الناتجةِ عنها وحتّى الساعة فإنّ رئيسَ الحكومةِ لا يزالُ ينتظرُ جوابَ حِزبِ اللهِ على مطمرٍ بقاعي فيما الحزبُ يتوجّسُ ردَّ فعلِ أهلِ القُرى ويُبقي على المكانِ طيَّ الكتمان على أنّ انتظارَ سلام للخبرِ الذي سيُنقذُ حكومتَه لن يطولَ كثيراً كما نَقلت عنه الصُّحف فهو أعلنَ أنه سيَرمي قُفازَيهِ في وجوهِ المعطّلين ويعتذِرُ إلى اللبنانيينَ تحتَ وطأةِ الوضعِ القائم وعلى هذا التوصيف فإنّ رئيسَ الحكومةِ كانَ “يلبس كفوف” معَ النُفاياتِ التي سمّاها بنفسِه سياسية وأنه أفقدَ اللبنانيينَ صبرَهم لكَثرةِ صَبرِه وسكوتِه عن فسادٍ لا يُغطَّى وعلى هذا فإنّ رئيسَ الحكومةِ يَتحمّلُ مسؤوليةَ أزْمةِ إخفاءٍ وراءَ قُفّازَين في وقتٍ كانَ المطلوبُ هو نزعَ الأيادِي المستعارةِ وتوجيهَ كفٍّ سياسيةٍ إلى كلِّ مَن يُساهمُ في تراكمِ الأزْمة حتى ولو كلّفه الأمرُ إدارةَ حكومةِ تصريفِ أعمال فالأمرُ سِيّان هي عمليةٌ فدائيةُ يقدِمُ عليها ابنُ بيتِ الأوادم ومِن حقِّ اللبنانيين أن يَعرفوا ولو مرةً واحدةً بالاسمِ المشهودِ مَن هُم أصحابُ الأيادي السود لكنّ العملياتِ الفدائيةَ ولّت إلا مِن فِلَسطين حيث التاريخُ يَكتُب والكاميراتُ الخلفيةُ تؤرّخ والعربيُّ المتفرّجُ يُسجّلُ أنّ هناك عربياً واحداً اسمُه الفتى الفِلَسطينيُّ الذي غرَزَ سكينَه في مجتمعٍ إرهابيٍّ حاقد إسرائيل ذلك الكِيانُ الذي يأخُذُ شكلَ الثُّكنةِ العسكريةِ المتطورة أصبح أمامَ الواقعِ الفِلَسطينيِّ المستجِدِ مجردَ دولةٍ مصطنعةٍ وَقفت في جبهةِ الدفاعِ وردِّ الخطرِ عنها.. وبعد عمليةِ بئر السبع البطوليةِ هزِئَ المعلّقون السياسيونَ في تل أبيب مِن واقعِهم واعتبروا أنّ جنودَهم يَصلُحون لتنظيمِ السيرِ أو أن يكونوا حرّاسَ دكاكين وإلى حراسِ المِنطقةِ عسكرياً وسياسياً حيث كلّف وزيرُ الخارجيةِ الأميركية جون كيري نفسَه مُهمةَ جمعِ لفيفٍ غربيٍّ عربيّ لإقناعِهم بفعاليةِ حربِ السوخوي معتبرًا أنّ الوضعَ الراهنَ يشملُ جميعَ دولِ المِنطقة وشدّد كيري من إسبانيا على أنه سيجتمعُ إلى زعماءِ روسيا والسُّعوديةِ والأردنّ وتُركيا والدولِ الأخرى التي قد تساعدُ في إيجادِ حلٍّ سعياً للتوصّلِ إلى اتفاق وإلى حين جَمْعِ كيري فإنّ اللبنانيين يتنقّلون بين القِسمةِ والطرح ويتخبّطون سياسياً في حربٍ أدخلتْهم في مرحلةِ الموتِ السريريّ.