لم يأتِ المطرُ على شكلِ عاصفةٍ ليجرفَ ما حولَهُ من سلطة فأفتُتح موسمُ الشتاء رسمياً على شراكةٍ مع النفايات واكتفى اللبنانيون بالتعبيرِ عن غضبِهم أفتراضياً عبرَ مواقعِ التواصل فيما قلةٌ منهم تحركت الى مشارفِ منزلِ رئيسِ الحكومة لتُبلغَهُ عدمَ السلام مياهُ السماء نبعُ الخير رائحةُ الارضِ بعدَ الشتوةِ الاولى كلُها أندست فيها اكوامُ النفاياتِ فأقفلت مجاريَ الصرفِ الصحي وأحدثت مشاهدَ سوريالية من شأنها لو كنا في أيِ بلدٍ من الفئةِ الثالثة ان تسحبَ معها حكوماتٌ وتودي بها في اقربِ بالوعة لكن حكومتَنا تتحدى العواصف ورجالُ سلطتنِا يرتزقون من الزبالة عالناشف ولا ضيرَ ان بللتها المياهُ وتمددت لتفرزَ الامراض لدينا من الرجالِ ما يقف على راسِ جبال القُمامة ولا يهتز حكومةُ الكوليرا المصابةُ بداءِ البقاء الثابتةُ على الآمِ الناس العابرةُ للازمات الحاكمةُ بإنتهاءِ الصلاحية لم تجد ان في البلاد أي حدث طارىء اليوم, لم تجتمع على شكلٍ عاجل, لم تُعر ايَ أهتمامٍ للنفاياتِ السابحةِ على الطرقات فوزيرُ اشغالِها نَفَضَ المسؤوليةَ عن أشغالِهِ وزيرُ صحتِها سوف يؤمِّن للمواطنيين غداً أسرّة جاهزةً في المستشفيات للعلاج من داءِ الكوليرا على نفقةِ الوزارة فلا تقلقوا لأن وزيرِ البيئة الأصلي ما زال معتكفاً لكنه في منصبِه ولا تنسِبوا له صورا لم ينشرها على الفيسبوك فهو لم يبارح مكانَه بعد ان أحتلوا مكانَهُ ووزيرُ داخليتِها مسحورٌ برعايتِه لاضخمِ المحال التجارية “السينية” في لبنان أما بقيةُ الوزراء فهم يقومون بالواجبِ عبرَ الاتهامِ بالتعطيل فيما كلُهم مسؤول وكلُهم في أجازة ولن يقطعونها لمعالجة قضايا متسخةٍ تُزعج أصحابِ المعالي والموقفُ الوحيدُ الصادرُ عن الحكومةِ من أعلى سلامِها ان رئيسَها قرر الا يصبرَ ساعةً بعدَ يومِ الخميس ما لم تُحل مشكلةُ النفايات لكن المواطينين يقولون له اليوم: لماذا الخميس فخير البر عاجله ولا تؤجل إستقالة اليوم للغد وهي التي كانت تصح بالامس لا بل مذ ان قررت أن تبقي في فمك الماء وان تبتلع في صدرك نفاياتٍ سياسيةً لم تسمها ولم تسمع بحالة يطلقون عليها أسم الانتفاضة فأحمل من حجارة فلسطين حجراً واحداً وصوّبه على طبقة واحدة وأكسر زجاجها المصنوعَ من الاوساخ السياسية وأفرِض قرارك على الجميع وبعض هذه القرارات لن تستلزمَ كثيرا من العناء وبينها أن تعطي للبلديات أموالها ودورها لتبدأ العمل الذي أحتلته شركة سوكلين .