ما خَلا الماراتون الرياضي في بيروتَ اليوم فإنّ الكتلَ النيابية تُهرولُ إلى الخلف وتَسحبُ الضرورة من عُمقِ التشريع، لتُعطِّلَ خميساً أصبحَ في عِدادِ السُكارى فالنصابُ يَتلّوى والكتلُ الرئيسة منَ المكوناتِ المسيحية ستبدأُ بإعلانِ مواقفِها تِباعاً مَطلِعَ الأسبوع لكنّها باتتْ أقربَ إلى عدمِ الحضور، من الكتائب المحسومِ غيابُها، إلى القوات التي ستقرّرُ غداً، فالتيار المعلّق على موقفِ معراب بعدَ صفاءِ “ورقةِ النيات” وتوحيدِها على بندِ الجَلَسات أما الحاضرون فهم غائبونَ اليوم وأبرزُهم وليد جنبلاط المغرّد في وضعيةِ الراحة “ومسطّح عالطراحة” كما كتبَ على تويتر منتقداً “الخلط والعلك طول الوقت هذه المقاطعة وَصلتْها اليوم عظةٌ روحيةٌ مُسانِدة إذ أعلن البطريركُ المارونيّ بشارة الراعي وبخلافِ تصريحاتِه السابقة أنْ لا تشريعَ بغيابِ الرئيس مُرشداً الحكومةَ ومجلسَ النوابِ الى إتخاذِ إجراءاتٍ سمّاها تِقْنيةً حيالَ المشاريعِ المالية لكنّ الراعي أصابَ الهدف بإنتقادِه غيابَ قانونِ الانتخاب عن الجلسة وهذا ما يدفعُ الكتلَ المسيحيةَ البارزة إلى المقاطعة لأنّ رئيسَ مجلسِ النواب نبيه بري لم يُقدِّمْ مبرراتٍ دستوريةً أو سياسية تمنعُ إدراجَ المشاريعِ الانتخابية على جدولِ الأعمال ولم يُدلِ بالأسبابِ الدفينة الكامنةِ وراءَ ترحيلِ مشاريعِ قوانينِ الانتخاب إلى اللجان ومن هذه الأسباب أنّ أياً منَ الأطراف غيرُ جاهزٍ حالياً للانتخاباتِ النيابية وربما يتقدّم تيارُ المستقبل هذه الأطراف حيثُ تقول أنباءُ السعودية إنّ زعيمَ التيار سعد الحريري المُقفلة صناديقُه المالية لن يَسمحَ له وضعُه بفتحِ صندوقةٍ انتخابية وهو بحسَبِ تعبيرِ أوساطٍ سعوديةٍ بارزة “موضوعٌ في الثلاجة” داخلَ المملكة ولم يَحِنْ أوانُ فتحِ البابِ بعد ولن يكونَ الحريري وحدَه المتضررَ من الانتخابات إذ إنّ أطرافاً سياسيةً كثيرة لن تُقيمَ وزناً لعمليةٍ إنتخابية ستُعطيها النتائجَ عينَها من هنا يُصبحُ مَطلبُ سمير جعجع وطنياً ومن هنا يُقرأُ كلامُ البطريرك الراعي على أنّه إستثنائيٌ في توقيتِه لأنّ أيَ حلولٍ خارجَ قانونِ انتخابٍ عصري وتعطيلَ التمديدِ الثالث ستُبقي البلادَ تحتَ وابلٍ من سلطةٍ تآكلَها الفسادُ وترنّحت على رائحةِ النُفايات وإستحلت التمديدَ غيرَ الُمكلف وتَحلُمُ بمزيدٍ من ديكتاتوريةٍ ناعمة.