عند كلِّ سِكةٍ على طرْفِ كلِّ عين.. في أعلى الأبراجِ هناك برج براجنة هناك حكايا عن أحياءٍ تبيعُ رزقَها في المساء.. قبل أن تصلّيَ لربِّ السماء.. مذاهبُ تجتمعُ في مِنطقةٍ واحدة.. تعيشُ على إرثِ الأجداد وترمّمُ جُدراناً قديمة وتُبقي على ماضيها المزخرف حكاياتُها اليومَ اتّسعت لترويَ قِصصاً عن ثلاثِ مئةِ مقيمٍ وعابرٍ صعقَهم الإرهاب.. مات بعضُهم وهو يتمتمُ دعاءَ كُمَيل في ليلةٍ مستجابة وعمّن نتحدّث؟ عن حيدر المتحدّرِ مِن أصلِ الشهادة أباً عن أم؟ عن والديهِ اللذينِ يَرقُدانِ في برادِ مستشفىً وهو ينتظرُهما جريحاً في مسشتفى آخر؟ عن عادل ترمس البطلِ مِن رتبةِ مِقدام يفتدِي نفسَه لإنقاذِ الناس؟ عن روان عوّاد صبيةِ الوعدِ الناطقِ بالإنكليزية؟ عن علي ضيا الذي كان ضوءَ عينَي والديهِ الوحيد؟ لدى كلِّ شهيدٍ حكاية.. وعند كلِّ جريحٍ أمَلُ التعافي ليرويَ أكثر فمِن الأحياءِ الضيقةِ والأزقّةِ الفقيرةِ تولدُ الأقاصيصُ المُعمَّرةُ في البال.. وإذا كانت صورتُها في أقصى درجاتِ حُزنِها اليوم.. فإنّها لن تكونَ كذلك في الغد.. لاسيما أنّ برجَ البراجنة فقأتْ عينَ الإرهابِ منذ اللحظةِ الأولى للتفجير.. وظَهرَ أبناؤُها على شكلِ بُرجٍ يَعرفُ السكةَ جيداً.. ويُدركُ أنّ الشهادةَ تترُكُ الأسى لكنّها لا تُصيبُ العزائم فالأحزمةُ لم تنسِفْ قُدُراتِهم.. ولم تجعلْهم يُضيّعونَ البُوصَلةَ كحالِ مَن يحلّلُ ويتبرّعُ بمواقفَ تَدينُ الضحيةَ وتُعطي الإرهابَ جوازَ عبور وإنّ أكثرَ ما يريدُه أهلُ بُرج البراجنة هو الرحمةُ للشهداء.. والبقيةُ هم كفيلونَ بأن تأتي أما التحقيقاتُ فمتروكةٌ أيضاً لأصحابِ الشأنِ الذين زاروا اليومَ موقِعَ الجريمة وبينَهم المدّعي العامّ سمير حمود والقاضي صقر صقر وأُعلنَ في خلالِ معاينةِ الموقِعِ أنّ الحديثَ عن انتحاريٍّ ثالثٍ لم تثبتْ أدلتُه بعد وفي معلوماتٍ الجديد أنّ المنفذينَ أتوا من سوريا.. فيما قال رئيسُ مجلسِ النواب لدى إستئنافِ الجلسةِ التشريعيةِ إنّ الجهاتِ الإرهابيةَ عمّمت هوياتِ الإرهابيين للإيقاعِ بيننا وبينَ أشقائِنا وعلى الحدثِ يُطلُّ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله عندَ الثامنةِ والنِّصف مِن مساءِ غد.. ممتلكاً ربما بُرجَ المعلومات.