IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلاثاء في 17/11/2015

newtv

بلا حسَد.. عِفريتُ الوَحدةِ الوطنية يَسري في الأوعيةِ الدموية السياسية فشهداءُ البُرج أَرسَوا اتفاقاً غيرَ معلن ولم يبرمْه أحد.. لكنّه سلَك إلى المواقفِ التي كانت بعد كلِّ تفجيرٍ تتفجّرُ بالاتهامات وتلقِي باللائمةِ على حزبِ اللهِ وحربِه في سوريا حتى التسويةُ التي طرحها الأمينُ العامُّ لحزبِ السيد حسن نصرالله فإنّها لم تكن جديدةً وهي مكرّرةٌ عن خِطابٍ سابق.. لكنّ خصومَه من السياسيةِ تلقّفوها بإيجابيةٍ في المرةِ الثانية وراحوا يحدّدون الأولوياتِ ليصبحَ الرئيسُ أولاً.. إنتقل الفايروس الى طاولةِ الحوار في عينِ التينة فاقتَصرت أضرارُها على النُفايات وبهذا الصدَد أَعلن رئيسُ الحكومة حلاً يقضي بتصديرِها الى الخارج وأبلغَ المتحاورين سبعةَ عروضٍ للتصدير وأنّ إحدى الدولِ سترسلُ وزيرًا الى لبنان لهذا الغرض أما في شأنِ قانونِ الانتخاب فهو لا خلاف عليه لأنّ الجميعَ متفقٌ على ترحيلِه.. وربما يَجري ذلك بواسطةِ حاويةٍ منَ المستوعباتِ التي ستُصدّرُ إلى الخارج.. هذا الخارج ليس أقلَّ إيجابيةً من لبنان فالدولُ الواقعةُ تحتَ تأثيرِ الإرهاب أصبحت جميعاً على قلبِ رجلٍ واحد لمحاربةِ الخطرِ المقيمِ في عمقِ الديارِ الأوروبية كلُّ مَن في قِمةِ العِشرين مِن زعماءَ وسياسيين تحدّث لُغة مشتركة وإنْ غلّفها بعضُ الزعماءِ باستعراضِ المنهزمين.. جميعُم ذاهبٌ إلى الحلِّ السياسيِّ في سوريا.. إلا إذا استثنينا طرفينِ فقط أحدَثا اختراقاً وهما: القِططُ الثلاثُ المتسللةُ إلى قاعةِ المؤتمرِ في أنطاليا ومواقفُ عادل الجبير وزيرِ خارجيةِ السُّعودية الذي سيَهزِمُ وحدَه بشار الأسد.. وإلا فسوف يسلّحُ المعارضةَ لإلحاق هزيمةٍ نكراءَ بالرئيس هذا إذا سلّمنا جدلًا بأنه لم يكن يسلّحُها على مدى السنواتِ الماضية وما خلا مواقفَ الهررة والجبيرِ التي تَصُبُّ في نتيجةٍ واحدةٍ فإنّ بقيةَ العالم لن ينظرَ بعدَ اليومِ إلى الخلْف . تغيّرَ الزمانُ بعد سقوطِ الدماء على أَسفَلتِ فرنسا فسابقاً كانوا يتحدّثون عن أيامٍ معدودةٍ للأسد.. وعن فِقدانِ شرعيتِه وسعيِهم لدعمِ المعارضةِ المعتدلة.. عن تحدٍّ بلغَ مراحلَ اجتياحٍ عسكريٍّ لسوريا لاقتلاعِ النظام.. وَقَف له أردوغان شاهراً مِنطقتَه العازلة.. ووعَدت فرنسا برحيلِه.. وبريطانيا أعدّت العُدةَ لما بعدَه لكنهم ابتلعوا مواقفَهم في مساءٍ إرهابيٍّ طويلٍ ضرَبَ باريس.. فأصبح لدى ديفيد كاميرون الحلُّ الوسَطُ هو الأفضلُ للمسألةِ السورية.. وراح جون كيري يستعجلُ المفاوضاتِ لإتفاقٍ في خلالِ أسابيع.. ويقدّمُ هولاند فلسفةً تقول إنّ رحيلَ الأسد ليس هو الحلَّ للأزْمة وعند دمشق انقلبتِ الأدوارُ أيضاً.. إذ أعلن الرئيسُ السوريُّ استعدادَه لتبادلِ المعلوماتِ الاستخباريةِ معَ فرنسا إذا غيّرت باريس سياسيتَها في سوريا.