يومُ عطلةٍ من التسويةِ السياسية لم يُقدِّم ولن يؤخّر وربما هو أقربُ إلى التبصرِ والخلود إلى التصوفِ والانغماسِ والبحثِ في النتائجِ المترتّبة على الترشيح وعلى هذا الواقع فإنّ القوات ليست وحدَها في خلوةِ تأملٍ سياسية لثمانِ وأربعينَ ساعة بل أيضاً مجموعُ المقرِّرينَ من الأقطاب إستَلهموا خلواتٍ مماثلة غيرَ معلنة الترشيحُ يترنّحُ في يومِ أحد لم يقررْ فيه أحدٌ بعد في إنتظارِ الثلاثاء المقبل والحاملِ معَه رُزمةَ مواعيد قد تكونُ في طليعتِها عودةُ الرئيس سعد الحريري إلى بيروت لإعلانِ الاسمِ الذي أصبحَ على أبوابِ القصر وعلى متنِ اليومِ ذاتِه ينعقدُ تكتلُ التغيير والإصلاح المتجهِ إلى عدمِ التغيير في الموقفِ الثابت عودةُ الحريري إذا تأجّلت تكونُ حساباتٌ جديدة دَخلت على الخط وأَحدثت تراجعاً إلى حينِ التنسيق ولعلّ أكثرَ ما يجري تداولُه حيالَ الإحداثياتِ المستجدة هو أنْ يُقدِمَ سمير جعجع على ترشيحِ ميشال عون للرئاسة ليس حُباً أو تأييداً للجنرال إنما لضربِ الحليفِ بالحليف فماذا سيحدثُ فيما لو وَقَعَ هذا الخِيار وتقدّمتِ القوات بطرْحِ إسمِ عون وأَمنّتِ النصابَ على هذا الأساس ماذا سيكونُ عليه موقفُ حزبِ الله وبري يدركُ جعجع أنه إذا لجأَ إلى هذا الطرح سيَفُكُ الارتباطَ مع السعودية ومفوضِها سعد الحريري لكنّه على يقينٍ أيضاً أنه لا يتوخّى فوزَ عون بل إحداثَ شرخٍ وربما عُزلةٍ معَ حلفائِه وتحديداً حزبَ الله من هنا فإنّ الخلواتِ السياسية عليها أن تتوسعَ للقراءة في كفِ القوات وما هي قادمةٌ عليه بعدما إرتَكبت مبادرةَ التفكيرِ الصامت عن الإعلام فهل سألَ أحدُهم أنّ جعجع قد يرشّحُ عون ويؤمِّنُ النِصابَ فيتِمُ انتخابُ فرنجية؟ وهل يبقى لحزبِ الله من أحلافٍ مسيحيةٍ بعد ذلك “فكّر فيها” على حدِ شعارِ الزميل فيصل سلمان واعْمَل بإمكانِ حدوثِها لأنّ الموارنة عندما يفكرونَ في الرئاسة يذهبونَ إلى إستعمالِ الأسلحة التقليدية المتاحة كافة الأفكارُ اللبنانية لن تكونَ سبّاقةً على تلكَ الغربية التي قَطعت أشواطاً في ترتيبِ البيتِ السوري شرطَ الحفاظِ على الرئيس بشار الأسد ربَّ البيت في المرحلةِ الانتقالية التي قد تدومُ عاماً عامين عشَرة لا أحدَ بإمكانِه أن يَعلم أصبحتِ المواقفُ الأميركيةُ الفرنسيةُ والبريطانية على قلبِ رجلٍ واحد.. فوزيرُ الخارجيةِ الأميركيّ جون كيري يُرجّحُ تعاونَ المعارضةِ والنظام ضِدَ داعش من دونِ رحيلِ الرئيسِ السوري ويَتبعُه نظيرُه الفرنسيّ لوران فابيوس ليوضحَ لنا أنّ فرنسا لم تعدْ متمسكةً برحيلِ الأسد وقد يَصِلُ الطرفان إلى مرحلةٍ أكثرَ تشدداً ويُعلنانِ التمسكَ بالأسد ومن غيرِ المستبعد أن يَخرُجَ كيري وفابيوس بخطابٍ يفتتحانَه بشعار: “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ومن المستوى الوزاريّ إلى الصفوفِ العسكرية إذ أعلنَ عددٌ من الضباطِ السوريين المنشقّين قَبولَهم قتالَ الدولةِ الإسلامية بالتعاونِ معَ ما حَرَصُوا على تسميتِه الجيشَ العربيّ السوري كجُزءٍ منَ المرحلةِ الانتقالية واللافتُ عشيةَ بَدْءِ إجتماعاتِ الرياض للمعارضةِ السورية أنّ إسمَ العميد الركن المنشق مَناف طلاس قد عادَ إلى التداولِ من بابِ مَنحِهِ دوراً في المرحلةِ الانتقالية يتمحورُ حولَ تنظيمِ المؤسسةِ العسكرية وإعادةِ المنشقّين بَدءاً من مَسقِطِ رأسه في الرستن.